تُواجه Alphabet الشركة المالِكة لمُحرّك البحث Google خطر التفكيك؛ من خلال احتمال إلزامها قضائياً ببيع مُحرّك البحث؛ نتيجةَ تهمة قضائية بالاحتكار غير القانوني لسوق البحث عبر الإنترنت، وذلك مقابل 20 مليار دولار.
القضية هنا لا تتعلّق فقط بالخسائر الهائلة التي ستتكبَّدها شركة Alphabet، بل يتعدَّى ذلك ليبدو نوعاً من الصراع غير المباشر بين الحكومات وعمالقة الشركات التكنولوجية. كما أن السعي الحكومي الأمريكي لتفكيك Alphabet قد لا يكون في جَوْهره بسبب الاحتكار، بل خوفاً من تَصاعُد هيمنة هذه الشركات، وبالتالي عدم القدرة على السيطرة عليها.
غالبية عمالقة التكنولوجيا قد ينظرون للقرار الأمريكي بعين القلق؛ فقد يُواجِهون مصير Alphabet مستقبلاً، وهذا ما قد يدفع هذه الشركات لردّات فِعْل، قد تنتهي بصراع تكنولوجي خفيّ. وهذا ما يُعِيد للأذهان الخلاف بين فيسبوك والحكومة الأسترالية عام 2021م، والتي كانت الغلبة فيه لفيسبوك.
القلق الأمريكي مِن تزايُد هيمنة التكنولوجيا، يَعكس هاجساً دولياً، من قدرة كبرى الشركات التكنولوجية على التأثير على خارطة القوى الإستراتيجية الدولية، فبعدما انتهى عهد سيطرة الأخوات السبع النفطية، يبدو أنَّ احتكار التكنولوجيا سيُزيح النّفط عن تربُّعه على عرش العلاقات الدولية.