شَارِك المَقَال

يجري العالَم اليوم في اتِّجَاه اعتماد #التَّوْظِيف القائِم على #المَهَارات؟ ماذا يَعْني ذلك، وما أهَمِّيَّتة؟ وما مُسْتقبَل #المِهَن المُختَلِفة في ظِلّ هذه الآلِيَّة الجَدِيدة؟ ومَدَى تَأْثير ذلك على إنِتْاجيّة #المُنظَّمات.

تتَّخِذ غالِبية #الشَّرِكات قرارات تَوْظِيف سيَّئة، ليس لأَنَّها لا تَعْرف احتِياجاتِها أَوْ ليس هناك متقدِّمون مُؤهَّلون، بل لأَنَّها تَعتمِد مُمَارَسات تَقْليديّة قد لا تَتوَافق مع تَوَجُّه #سُوق_العَمَل_العَالَميّ حاليًّا لآلِيَّة #التَّوْظِيف القائِم على #المَهَارات.

#الثَّوْرة_التِّكْنُولوجيَة الهائِلة الَّتِي نَشْهدها فَرَضتْ على #سُوق_العَمَل إعَادة تَعْريف الأدوار الوَظِيفيّة وتَغيُّر تَوجُّهات أصحاب العَمَل من سياسات #التَّوظِيف التَّقْلِيديّ القائِم بالأَسَاس على اخْتِيار ذَوِي الشَّهادَات الأَكادِيمِيّة إلى تَفْضِيل ذَوِي #المَهَارات المُمَيَّزة.

#التَّوْظيف القائِم على #المَهَارات مُمارَسة يَقُوم بها أصحاب العَمَل لتَوْظيف #الأفراد، بحيث يُحَدِّدون مُتطلَّبات مَهَارة مُحدَّدة لوَظِيفة مُعيَّنة، قد تَكُون #المَهَارات مَعْرفيّة (مِثل: الرِّياضِيّات والقِرَاءة) أو مَهارَات أُخْرى مِثْل: “خِدْمة العُملَاء” أو “التَفْكِير الإِبْداعيّ”.

#التَّوْظيف القائِم على #المَهَارات لا يَتعلَّق بالتخلِّي عن الشَّهادة العِلْميّة، ولكِنَّه يَتعلَّق باستِخدام البَيانات لتَحْديد المُرشَّحِين المؤهَّلِين الَّذين يُمكِنهم النَّجاح بها من خِلال مَهاراتِهم، فهو دَمْج مِقْياس مَلْمُوس ومَوْضوعيّ للمَهَارات مع مُسْتَوى المَهارَة المَطْلُوب للتَّوْظِيف.

مع تَحْديد #المَهَارات بوُضُوح، يُصبِح التَّوْظِيف القائِم على المَهَارات والبَحْث عن الموظَّفِين المُناسِبين واختِبار قُدْراتهم للتَّأكُّد من مَدَى مُلاءمَتهم للاحتِياجات المُحدِّدة للوَظِيفة عَمَليّةً أكَثْرَ جَدْوى وسُهولَة، تُوفِّر الوَقْت والمَال ل #المُنظَّمة وكذلك تَضْمن أَفْضل المُرشَّحِين للوَظِيفة وبالتّالي الارتِقاء بالإنْتَاجية.

وَتِيرة التَّغْيير هذه تعني أنّ أصحاب العَمَل في مُختلِف #المُنظَّمات بحاجَة للقِيام بدَوْر استِباقيّ في ضَمان استعداد القُوَى العامِلة لَدَيْهم لهذا التَّغْيير، مع تحوُّلِ #المَهَارات المَطْلُوبة نحو إِعْطاء الأَوْلَويّة للتَّفْكير النَّقْدي والذَّكَاء العَاطِفيّ والإِبْداع.

هذا التَّغْيير في توجُّهاتِ #التَّوْظِيف يَفْرِض على مُختلِف فِئات القُوَى العامِلة وبشَكْلٍ مَاسٍّ إعادة التَّفْكِير في السُّبُل الّتي يَكْتسِبون بها شتَّى #المَهَارات المتعلِّقة بوَظائفهم وأعمالهم، والتَّدْريب على مَهَارات التَّعاطِي مع المُشْكلات المُعقَّدة في مَجَال عَمَلهم.

يَحْتاج فريق #المَوَارِد_البَشريَّة في #منظَّمات_الأَعْمال المُختلِفة الحُصول على تَدْريب مُستَمِرّ من أجْل اكتِساب أَفْضل مُمَارسات التَّوْظيف الَّتي تركِّز على قُدُرات المُرشَّحِين ومَهَاراتهم بدلًا من تَصْنيفهم وَفْقًا لمُسْتوى تَعْلِيمهم أو عَدَد سَنَواتِ الخِبْرة.

التَّحوُّل من #التَّوْظِيف القائِم على الدَّرَجة العِلْميَّة إلى النَّهْج القائِم على اعتِماد ذَوِي المَهارَة يَكْشِف سُبلًا جَدِيدة لمُنَظَّمات الأَعْمَال الَّتي تُكافِح لاستقطاب #المَواهِب، شَرِيطَة تَوافُر وسَائِل مَوْضُوعِيَّة لقِياسِ مَدَى أَهْليَّة المُرشَّحين للحُصُول على الوَظائِف.

بالنِّسْبة لأَصْحاب العَمَل، فإنَّ الفَرْق بين المُرشَّحِين المُعيَّنِين وَفْقًا للمَهَارات مُقابِل الأساليب التَّقْليديَّة للتَّوْظيف واضِحٌ؛ فمِن السَّهْل تَدْريب الموظَّفِين الَّذِين يَتِمّ اختِيارهم وفْقًا لمَهَاراتهم الَّتي تَتناسَب مع مُتطلَّبات الوَظِيفة، ويَمِيلون لفَهْمٍ أَفْضل لوَظِيفتهم ومَهامّهم.

المُرشَّحون المعيَّنون وَفْقًا لمَهَاراتهم أقلّ تَكْلِفَة وأَكْثَر رِبْحيّةً من أَقْرانهم التَّقْليدِيِّين، رغم أنَّ التَوْظِيف بالمَهَارات يَنْطَوي أحيانًا على تَكالِيف زَائِدَة، مثل: اخْتِبارات التَّقْييم، إِلَّا أنَّ ذلك يَتْبعَه زِيادَة في #الإِنْتاجِيّة وتحقُّق أَسْرِع وأَكْثَر دقَّة للأَهْداف.

تَسْمَح تَقْييمات الكَفاءات لأَصْحاب الشَّرِكات بتَحْديد الأَفْراد ذَوِي المَهَارات المُهِمَّة بسُرْعة أَكْبر، ممَّا يُوفِّر الوَقْت والمَال، فمُمَارَسات التَّوْظِيف المُستَنِدة إلى #المَهَارات تُساهِم في خَفْض تَكْلِفة التَّوْظيف ومُعدَّل الدَّوَران وخَفْض الوَقْت اللَّازِم لتَوْظيف وتَدْريب المُوظَّفِين.

خِتَامًا، من المُهِمّ أنْ تُحدِّد #الشَّرِكات جيِّدًا #المَهَارات الّتي تَحْتاجها لوَظائف مُعَيَّنة، وإجْرَاء تَقْييم مَوْضوعِيّ للمُرشَّحين وَفْقًا لمُسْتوى هذه المَهَارات، فَهَذا يَزِيد من فُرَص الحُصُول على تَوْظِيف عالي الجَوْدة وتَحْقِيق مُستوًى مُتقدِّم من إِنْجاز أَهْدَافها.

يَبْقَى التَّساؤُل، ما الفَتْرة الَّتي تَتطلَّبها عَملِيّة الانتِقال هذه، وكيف ستَتكيَّف المُنظَّمات، وهل يُمكِن أنْ نَجِد تَحَوُّلا كبيرًا في #سُوق_العَمَل تُجَاه هذه الآلِيَّة، أَقُول قد يَكُون الأَمْر بأَسْرع مِمّا نَتوقَّع خُصوصًا إذا ثَبتتْ فَعالِيَّته، وساهَمت في زِيادة إنْتَاجيَّة ورِبْحيَّة #المنظَّمات.

وبالتَّالي قد نَكُون أمام تَحوُّل كَبِير في #سُوق_العَمِل، الأَمْر الَّذي يَفْرض قَواعِد جَدِيدة أَمَامَ الأَفْراد البَاحِثِين عن عَمَل، وأَمَام #الجَامِعات والمُؤسَّسات الأَكادِيمِيّة للتَّكيُّف مع هذه القواعِد لضَمان فُرَص عَمَل لخِرِّيجِيها وبالتَّالي عَدَم حُدوث فَجْوة بين #مُخرَجات_التَّعْليم وبَيْن #سُوق_العَمَل.

 

شَارِك المَقَال