شَارِك المَقَال

ما إن تنفس العالم الصعداء عقب تعافيه اقتصادياً ولو مؤقتاً من تداعيات كورونا. حتى جاءت الحرب الروسية الأوكرانية. وما تلاها من عقوبات اقتصادية على موسكو. وارتفاعات جنونية لأسعار النفط والذهب والقمح وتراجع المخزونات لتضربه من جديد. وبطبيعة الحال تأثر العالم العربي من تلك الضربات الموجعة سلباً وإيجاباً. والسؤال هنا: كيف تأثر العالم العربي بالحرب الروسية الأوكرانية اقتصادياً؟

ما علاقة الدول العربية بطرفي الصراع؟

في الحقيقة ترتبط الدول العربية بطرفي الصراع بعلاقات تجارية جيدة. فخلال عام 2021م بلغت قيمة التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية أكثر من 18 مليار دولار. وعلى مستوى أوكرانيا فإن 12% من صادراتها تتجه للدول العربية. وقيمة تبادلها التجاري معها بلغت 6.8 مليار دولار عام 2020م. فهذه القيم المرتفعة للتبادل التجاري توضح الأثر السلبي للحرب على الدول العربية.

كيف تأثرت الدول المنتجة للنفط إيجاباً؟

كما تأثرت الدول المنتجة للنفط إيجاباً بالحرب نتيجة ارتفاع أسعار حوامل الطاقة. فالنفط تجاوز عتبة 110 دولارات للبرميل. وهو ما يعني عوائد إضافية للدول المنتجة. ولكن في ذات الوقت يعني ضغوطاً مالية على الدول المستوردة كالأردن ولبنان وغيرها.

كيف تأثرت الدول العربية سلبياً؟

في الواقع قطاع السياحة في العالم العربي سيتراجع بشكل واضح. فعلى سبيل المثال تراجعت عوائد السياحة في مصر نتيجة الحرب. في وقت تسهم فيه السياحة الروسية بنحو 3.5 مليار دولار سنوياً من عائدات القطاع. كما تراجعت الرحلات الجوية السياحية من أوكرانيا من 264 رحلة في يناير 2022م إلى 188 في فبراير بنسبة انخفاض بلغت 30%.

على الجانب السلبي أيضاً أدت الحرب إلى تأثر واردات القمح إلى مصر. والتي تستورد 70% من حاجتها من روسيا وأوكرانيا. بالإضافة إلى تأثير الحرب على ارتفاع سعر القمح والحبوب لمستويات مرتفعة. وهو ما يعد ضغوطاً على مختلف الدول المستوردة للغذاء.

كما أن خروج موسكو من نظام سويفت العالمي سوف يؤدي إلى تقييد عمل البنوك الروسية. وهو ما يعني التأثير سلباً على حركة التجارة والتصدير بين الدول العربية وروسيا. ولذلك وبشكل عام يمكن القول بأن الحرب ستخلّف تبعات سلبية تفوق بدرجات آثارها الإيجابية على المستوى الاقتصادي.

 

شَارِك المَقَال