شَارِك المَقَال

في الحقيقة قبل تفشي جائحة “كورونا” كان لدى الأزواج في الدول الكبرى فرصة كبيرة لإنجاب مزيد من الأطفال. ولكنهم كانوا يفتقرون -على ما يبدو- للرغبة في جلب أطفال إلى عالم متغير بوتيرة متسارعة. وأدى هذا التراجع في معدلات المواليد إلى خفض النمو الاقتصادي العالمي. والذي تراجع بوتيرة أسرع مع تفشي الوباء. والسؤال هنا: كيف يؤدي انخفاض أعداد المواليد لتقليص قوة العمل عالمياً؟

 

ما آثار تفشي جائحة كورونا على عدد السكان؟

في الواقع إن الوباء لم يتسبب في وفاة نحو ثلاثة ملايين شخص فقط. بل أدى كذلك إلى تراجع أعداد المواليد في كل أنحاء العالم باستثناء إفريقيا. ففي الصين على سبيل المثال انخفض نمو المواليد بنحو 15% عام 2020م. بينما سجلت الولايات المتحدة انخفاضاً بنحو 4%. نتيجة لذلك أصبح التاريخ المتوقع لبلوغ ذروة تعداد سكان الأرض هو منتصف القرن بدلاً من 2060م كما كان متوقّعاً في السابق.

 

كما يُتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم -بحسب إحصاءات الأمم المتحدة- من 7.9 مليار نسمة منتصف 2021م إلى 9.7 مليار بحلول 2050م. لكن هذا النمو موزع بشكل غير متساوٍ. فبيانات الإحصاء السكاني في الصين أشارت في يونيو 2021م إلى أن عدد السكان البالغ 1.41 مليار نسمة نما بنسبة 5.38 فقط خلال 10 سنوات. في أبطأ وتيرة منذ خمسينيات القرن الماضي.

 

كذلك من المتوقع أن ينخفض عدد سكان الصين من 1.41 مليار في عام 2021م إلى نحو 730 مليوناً في عام 2100م. بينما في الولايات المتحدة الأمريكية كشفت تقارير فيدرالية أن 25 ولاية شهدت وفيات أكثر من معدل المواليد في 2020م. بعد أن كانت خمس ولايات فقط في نهاية عام 2019م. ما يعني زيادة شيخوخة السكان الأمريكيين.

 

في النهاية إن الانخفاض العالمي الحاد في المواليد. وتحديداً في الصين والولايات المتحدة الأمريكية. سيؤدي على المدى الطويل إلى تقليص قوة العمل في العالم. وهو ما يحدث حالياً بالفعل. حيث انخفض مؤخراً عدد السكان في سن العمل في 51 دولة في عام 2021م. بعد أن كان الانخفاض في 17 دولة فقط في عام 2000م.

شَارِك المَقَال