شَارِك المَقَال

بعد أكثر من عشر سنوات على الكارثة الإنسانية التي أصابت السوريين ودولتهم. وما رافقها من ألم التشرد والنزوح واللجوء. ما زالت جهود الإغاثة -للأسف- غير فعالة. على الرغم من وجود العديد من الموارد المالية. فكل جهود الإغاثة لم تتمكن من إيجاد حلول لمشكلة الفقر والجوع والتشرد. والسؤال هنا: ماذا عن العمل الإغاثي في رمضان؟

 

ما أبرز مشكلات العمل الإغاثي والإنساني؟

على الرغم من تعدد الجهات الداعمة والمنظمات الإغاثية والفرق التطوعية والمانحين من أفراد وجهات عربية ودولية. إلا أن أنشطة توزيع المؤن ووجبات الإفطار والمساعدات العينية والمنح لا تزال مجرد استجابة عشوائية لم تتمكن من تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.

كما أن الإعانات المقدّمة غالباً ما يتم توزيعها بطريقة غير مدروسة. فالفئات الأشد فقراً واحتياجاً لا تصلها المساعدات بصورة منتظمة. وهذا ما يعني هدراً للجهود المبذولة وللأموال المجموعة دون التمكّن من إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع.

حري بهذي السنوات أن تجعل العمل الإغاثي تجربةً رائدةً. لكن الواقع محل إحباط للأسف. وكل هذه الأنشطة العبثية من شأنها أن تهدر كرامة الفقير والمحتاج. كما أنها تفتقر للعدالة والشفافية والمساءلة. ما يتنافى مع الميثاق الإنساني للاستجابة الإنسانية.

لعل من عواقب غياب ملامح الاحترافية في العمل الإنساني الإغاثي التسبّب في تردد المتبرعين في استمرار تقديم الدعم. فالجهات المتبرّعة والمانحة لن تستمر بتقديم التمويل في ظل عدم تمكن المنظمات الإغاثية والإنسانية من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

نحن اليوم على أعتاب التعافي المبكر في المنطقة. فلا بد من توحيد الجهود وتكاملها لإحداث فرق في تأمين سبل العيش الكريم. وتجاوز الثغرات المفصلية المؤثرة على فاعلية الجسم الإغاثي كاملاً.

 

كيف يتم تغيير آليات العمل المتبعة؟

من جهة أخرى لا بد من تغيير آليات العمل المتبعة. بحيث لا يتم تقديم المساعدات بشكل عشوائي. ولا بد من اتباع أساليب علمية في العمل. إضافةً لضرورة أن يتم اعتبار المستفيدين بمثابة شركاء في العمل. فهذه الشراكة معهم تحفظ كرامتهم. وتزيد من فرص نجاح الجهود المبذولة.

هذا مع التركيز على توسيع الدائرة لتشمل الجهات الشريكة في العمل الإنساني. وعدم احتكار هذه المشاركة من قبل دائرة مستفيدين ضيقة تشوبها المحسوبيات والتبعية. ما يؤثر على مصداقية العمل الإنساني في شتى محاوره ويبث الفرقة والتشتت.

عن نفسي.. أتحفظ على مشاريع “إفطار الصائم”. وأعتبرها منخفضة الفاعلية لاعتبارات كثيرة. وأتمنى على القائمين عليها البحث عن آليات أخرى تحقق الهدف المقصود.

شَارِك المَقَال