شَارِك المَقَال

سجل اليورو أدنى قيمة له أمام الدولار الأمريكي منذ عام 2002م. وبلغت نسبة تراجعه أمام الدولار 9.7% منذ بداية العام الحالي لتبلغ قيمته حالياً 1.02 دولار. والسؤال هنا: ما أسباب ودلالات تراجع اليورو؟

 

ما أسباب تراجع اليورو؟

في الحقيقة تعود أسباب تراجع اليورو لعدة عوامل. يأتي في مقدمتها آثار الحرب الروسية الأوكرانية وما سببته من ارتفاع في أسعار الطاقة. إضافةً إلى القلق المستمر على التوريدات الروسية إلى أوروبا. علاوةً على الخشية من اتساع نطاق الحرب.

من أسباب تراجع اليورو أيضاً ارتفاع نِسَب التضخم في أوروبا. وعدم تمكن المركزي الأوروبي من رفع سعر الفائدة بشكل سريع كنظيره الأمريكي. وذلك بسبب آثار الحرب الأوكرانية والتي ظهرت آثارها على الاقتصاد الأوروبي بشكل أكثر حدة من الأمريكي. وتشير التوقعات إلى أن المركزي الأوروبي سيرفع سعر الفائدة هذا الشهر 25 نقطة أساس مقابل 150 نقطة رفعها الفيدرالي الأمريكي حتى الآن.

مخاوف الركود الاقتصادي العالمي تضغط على اليورو بشكل واضح. لأن غالبية المستثمرين أبدوا ميلاً تجاه الدولار مقابل تراجع الثقة باليورو. إضافة لقلق المستثمرين بسبب تفكير المركزي الأوروبي في الإعلان عن أداة جديدة تدعم ديون الدول الأضعف اقتصادياً. خاصةً تلك التي تعاني من ارتفاعات ضخمة في تكاليف الاقتراض. حيث من المتوقع أن تؤثر تلك الأداة على موثوقية اليورو.

من المتوقع أن يستمر انخفاض اليورو أمام الدولار. لا سيما في ظل التوقعات باستمرار قوة الدولار. وهذا سيؤثر على التبادل التجاري الأمريكي الأوروبي. بحيث ستزداد الصادرات الأوروبية إلى أمريكا. وهذا سيؤثر على استقرار السوق الأوروبي في ظل شحّ المواد.

في حال استمرار انخفاض اليورو سيضطر المركزي الأوروبي للإسراع في رفع سعر الفائدة. وهو ما سيعزز من احتمالات الركود الاقتصادي الأوروبي. وهذا قد يكون في مصلحة روسيا التي ستستطيع ممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على أوروبا وتحقيق مكاسب سياسية من وراء ذلك.

شَارِك المَقَال