شَارِك المَقَال

ما هي الآثار المترتبة على مقاومة الشركات للتغيير؟

يعتبر التغيير سمة لازمة من سمات #عالم_الأعمال .. وهذه السمة طالما أقلقت #الشركات، فهل الأصح مجاراتها أو مقاومتها أو محاولة التهرب من مفاعيلها؟ وتدل الإحصاءات على أن غالبية الشركات تسعى لمقاومة #التغيير فور حصوله، فما هي الآثار المترتبة على مقاومة الشركات للتغيير؟

تتعدد الأسباب الموجبة للتغيير في عالم الأعمال، كما تتعدد أشكال هذا التغيير.. فهناك التغيير التكنولوجي، كظهور الإنترنت أو اختراع ميزة تكنولوجية جديدة، والتغيير الاقتصادي.. كتغير حال الاقتصاد المحلي والعالمي من ركود إلى تضخم أو العكس.. والتغيير الفني، كتغيير طرق الصناعة ومكوناتها، وغيرها من أشكال التغيير.

تختلف حساسية الشركات لتقبل التغيير، وتتناسب هذه الحساسية عكسًا مع مستوى النجاح.. فالشركات الناجحة تخشى التغيير خوفا من أن يسبب التغيير انخفاضًا في نجاحها.. فتفضل التريث لحين اتضاح نتائج التغيير الحاصل وأثره على الشركات الأخرى.. وهذا التريث قد يؤدي أحيانًا لخسارة الشركة لموقعها الحالي وتراجع مستوى نجاحها.

تقسم الشركات من حيث تعاملها مع التغييرات إلى ثلاثة أنماط.. الشركات الرائدة في التغيير، الشركات اللاحقة للتغيير والشركات المقاومة للتغيير.. ويعتبر النوعان الثاني والثالث الأكثر شيوعًا في عالم الأعمال.. مقابل تراجع نسبة النوع الأول.

ترى غالبية الشركات في التغيير تهديدًا لها، فتسعى لمقاومته أو تجاهله، وهذا ما يلحق بالغ الضرر بها.. هذا المبدأ في التعامل أدى في حالات عديدة لخسارة شركات عملاقة وحتى الوصول أحيانًا لدرجة #الإفلاس، وتتعدد الأمثلة للشركات المفلسة والخاسرة بسبب مقاومتها للتغيير.

فشركة #كوداك على سبيل المثال والتي بقيت 133 عامًا مسيطرة على سوق صناعة الكاميرات في العالم، إلا أنها قاومت التغيير التكنولوجي والثورة الرقمية في قناعة منها أن الحفاظ على الصناعة التقليدية سيحمي حصتها السوقية، فعارضت استخدام التصوير الرقمي، مما سبب خسارة حادة لها وانتهى الأمر بإعلان إفلاسها عام 2012م.


مقاومة الشركات للتغيير وسلبياتها:

وذات الأمر حدث مع شركة #نوكيا، والتي كانت في عام 2007م تستحوذ على 40% من سوق الهواتف المحمولة في العالم، إلا أن امتناعها عن مجاراة التغييرات التكنولوجية لا وبل مقاومتها أدى لخسارتها التامة، فامتنعت نوكيا عن استخدام نظام أندرويد كونها رأت فيه تهديدًا لها، الأمر الذي أدى لخروجها من السوق وشرائها من قبل شركة #مايكروسوفت عام 2014م

وفي المقابل تعتبر الشركات الرائدة في التغيير الأكثر نجاحًا، وبعضها يمكن وصفه بصناع التغيير، فهي تسعى للتغيير وترى فيه فرصة تسويقية، كشركة #سوني اليابانية، والتي افتتحت التغيير التكنولوجي في خمسينيات القرن الماضي من خلال طرحها أول جهاز ووكمان، والذي نجح نجاحًا باهرًا وافتتح تغييرًا جديدًا في عالم الصوتيات.

يمكن إسقاط مقاومة التغيير والسلبيات المرتبطة به على الجانب الاجتماعي للشعوب والأمم والأفراد، فالتغيير سمة من سمات الحياة أيضا، فالشعوب التي ترى في التغيير تهديدًا لها وتصر على العيش في نطاق العادات والتقاليد غالبا ما يتراجع مركزها الحضاري وتتحول لتابعة للأمم الرائدة في التغيير.


أخيرا:

يمكن القول أن التغيير هو القانون الحاكم للحياة الاقتصادية والاجتماعية، فبقدر ما تساير الشركات والأمم والأفراد التغييرات وتتأقلم معها بقدر ما تضمن وجود قدم لها بين صفوف الشركات والأمم المتقدمة والعكس صحيح.

شَارِك المَقَال