مشاركة

في يوم من الأيام سنكتشف أن حرب الرقائق كانت الشرارة الأولى في ولادة نظام عالمي جديد. فالنفط كان سلاح القرن العشرين، أما الذكاء الاصطناعي فهو سلاح القرن الحالي، ومَن يتحكم بالرقائق يتحكم بالعالم. فالرقائق الإلكترونية هي أساس التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطيارات والصواريخ والروبوتات.

 

لسنوات طويلة كانت أمريكا تسيطر على هذا القطاع، بفضل شركة إنفيديا  (NVIDIA)لكن في الجهة الأخرى من العالم، كانت الصين تراقب بهدوء وتستعد للرد.

 

شركات هواوي، علي بابا، وكامبريكون Cambricon بدأت تتقدم بسرعة، وبكين تدعم هذه الشركات، ليس لأهداف اقتصادية فقط، ولا بهدف الربح، ولكن لأنها أصبحت قضية أمن قومي، ومسار صراع كبير مع أمريكا، ومن ينتصر في السيطرة على التكنولوجيا سيتحكم بمستقبل العالم.

 

النتائج بدأت تظهر بسرعة، الرقائق التي تُصنّعها هواوي تقترب من أداء إنفيديا، علي بابا تُطوِّر رقائق خاصة بالذكاء الاصطناعي، والفجوة بين أمريكا والصين تتقلص بسرعة.

 

مركز القوة الأمريكي الموجود في البنتاغون ربما ينتقل إلى وادي السيليكون؛ لأن القرارات التكنولوجية صارت أهم من العسكرية.

 

كمية الإنفاق على تطوير الرقائق والذكاء الاصطناعي كبيرة جدًّا، ويمكن خلال سنوات قليلة أن تصبح أكبر من الإنفاق العسكري، شركة علي بابا وحدها تنفق 53 مليار دولار لتطوير الرقائق والذكاء الاصطناعي، في حين أن واشنطن أنفقت أكثر من 280 مليار دولار.

 

سباق التسلح الذي كان يشغل العالم لعقودٍ بدأ يتراجع مقابل سباق التكنولوجيا؛ فالرقاقة الإلكترونية أصبحت أهمّ من الدبابة، والذكاء الاصطناعي اليوم أهمّ من الخطط العسكرية.

 

خلاصة الأمر: حرب الرقائق يمكن أن تكون بداية نظام عالمي جديد، مفهوم القوة فيه مختلف تمامًا، الجيوش والنفط وخطوط التجارة ستتراجع أمام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

مشاركة