شَارِك المَقَال

نجاح تركيا في إبرام اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود عام 2022م يؤهلها للقيام بذات الوساطة حالياً. خاصةً أن بعض المتغيرات الدولية تدعم قدرة أنقرة على إنجاز هذه المهمة. إضافةً لعلاقاتها الجيدة مع المعسكرين الشرقي والغربي.

 

ما فرص نجاح الوساطة التركية؟

بالطبع التجارب التركية السابقة مع الاتفاق تدعم فرص نجاحها. ففي عام 2022م نجحت في إقناع موسكو وكييف بتوقيع الاتفاق. ولاحقًا نجحت في تمديده عدة مرات. على الرغم من وجود معارضة روسية آنذاك.

 

كما أن علاقة تركيا بروسيا تدعم فرص نجاح الوساطة. فأنقرة شريك تجاري مهم لموسكو. حيث تضاعفت الصادرات التركية إلى روسيا في النصف الأول من عام 2023م على أساس سنوي لتصل لنحو 5 مليارات دولار. فيما زودت روسيا تركيا ببضائع بقيمة 27,7 مليار دولار. كما أن العلاقات السياسية الروسية التركية توصف بالاستراتيجية.

 

من جهة أخرى فإن تحسن العلاقات التركية الغربية يدعم فرص نجاح الوساطة التركية. خاصةً بعد موافقة أنقرة المبدئية على انضمام السويد إلى الناتو. ودعم الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

 

بالإضافة إلى أن الدعم الأمريكي للوساطة التركية عامل مساعد. فالولايات المتحدة تدعم إحياء الاتفاق. لذلك ستدعم الجهود التركية. خاصةً أن أردوغان صرح بأن على الغرب أخذ مطالب موسكو بعين الاعتبار. وفي هذه النقطة من الممكن أن يسهم الدعم الأمريكي في تقديم بعض التنازلات في قضية العقوبات على موسكو.

 

ما مكاسب تركيا في حال نجاح وساطتها؟

في الحقيقة نجاح الوساطة التركية في إنهاء الأزمة. وهو أمر متوقع. يدعم موقع أنقرة الاستراتيجي كوسيط دولي موثوق. ما قد ينعكس إيجابًا على فرص استئناف مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي.

 

المكسب الآخر: تسريع الولايات المتحدة إجراءات تزويد تركيا بطائرات F16. إضافةً لضمانها استقرار الملاحة في مضيق البوسفور.

 

توقعات إنهاء الأزمة

في الواقع تشير العديد من المؤشرات لارتفاع فرص نجاح الوساطة التركية. ومن المتوقع أن تنجح في إقناع كل الأطراف بتقديم بعض التنازلات. فالمطلب الرئيس لموسكو يتمثل بإعادة البنك الزراعي الروسي إلى نظام سويفت. وهذا ما ستعمل أنقرة على إقناع الغرب به. إما من خلال إعادة البنك للنظام. أو تسهيل عمليات الدفع من خارج سويفت.

 

في النهاية من المتوقع أيضًا أن تستمر أزمة توقف تصدير الحبوب لمدة أسبوعين على الأقل. حتى القمة الروسية الإفريقية المقرر عقدها في روسيا في 27-28 يوليو الجاري. وربما حتى يجتمع الرئيسان الروسي والتركي في أغسطس المقبل.

شَارِك المَقَال