شَارِك المَقَال

تمر العلاقات الإسرائيلية الخارجية بأكثر فتراتها توتراً. فبعد أزمة تل أبيب مع جنوب إفريقيا. ثم مع البرازيل بسبب موقف الدولتين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. والإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني ضد سكان القطاع. دخلت النرويج على خط الصراع السياسي مع إسرائيل.

 

ما أسباب التوتر ببن إسرائيل والنرويج؟

بدأ التوتر بتصريحات حادة لوزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي. الذي أدان إسرائيل. وطالب الاتحاد الأوروبي بأن يدين إسرائيل مثلما أدان روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. بل ورحب بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير الماضي ضد إسرائيل.

وتصاعدت الأزمة من خلال عدم مطالبة النرويج حركة حماس بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. كما رفضت وصف الحركة بالإرهابية. وألقت باللوم على تل أبيب. وهذا ما دفع صحيفة يديعوت أحرنوت للقول عن النرويج: “هذه أكثر دولة أوروبية عداءً لإسرائيل”.

التوتر مع النرويج تنظر له إسرائيل بعين القلق. فالأولى إحدى دول الاتحاد الأوروبي الداعم لإسرائيل. وأحد الأصدقاء القدامى. حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1950م. وعلى المستوى الاقتصادي هناك المزيد من الخسائر التي يمكن أن تتكبدها إسرائيل بسبب هذا الموقف.

ما الخسائر الإسرائيلية نتيجة التوتر مع النرويج؟

أولاً: من المتوقع أن يتراجع معدل التبادل التجاري بين الطرفين. فقد بلغ عام 389 مليون دولار. حيث تصدر إسرائيل للنرويج الحافلات والحمضيات وبعض الأنظمة الدفاعية بقيمة 128 مليون دولار. فيما تصدر النرويج لإسرائيل الأسماك والألومنيوم الخام بقيمة 261 مليون دولار سنوياً. مع اتجاه صعودي في حجم التبادل التجاري بنسبة 3%. وهو ما قد يتغير بسبب الأزمة.

ثانياً: تشارك النرويج وإسرائيل في العديد من المشروعات البحثية. سواء تحت مظلة الاتحاد الأوروبي أو خارج مظلته. وهي مشروعات مهددة بالتوقف في حال استمرار التوتر بينهما.

ثالثاً: يستثمر صندوق التقاعد النرويجي العالمي -وهو صندوق الثروة السيادية النرويجي- 11,9 مليار كرون نرويجي (1,12 مليار دولار) في أسهم (84 شركة) في إسرائيل. وهذه أكبر استثمارات للصندوق في منطقة الشرق الأوسط.

رابعاً: يشترك البلدان في مصالح مشتركة بمجال النفط والغاز. ويجريان حواراً حول كيفية إدارة الإيرادات من حوامل الطاقة. وهو الحوار المهدد بالتوقف في حال تطورت الأزمة.

في الواقع لن تتوقف خسائر إسرائيل الاقتصادية والسياسية. طالما استمرت في عدوانها الغاشم على قطاع غزة. فالأصدقاء قد يتراجعون عن الدعم. ويتحول المحايدون لأعداء. وتتطور العداءات لمواقف أكثر شدة.

شَارِك المَقَال