شَارِك المَقَال

الرَّقص والاحتفال هو “كيبتاغون” النظام السَّابق الذي استخدَمه على مدى خمسين عاماً ليَحْرف أنظار واهتمام الناس عن دولةٍ تَضيع من بين أيديهم.

 

واجبُ الدولة اليوم إيقافُ مظاهر الفرح، وطَرْد ما يُسمَّى بالمؤثرين، وتوجيه مَن يمتلك المال والصدقات للبناء لا لركوب الترند.

 

في ظلّ الظُّروف الرَّاهنة؛ يجب أن تُوجَّه الجهود نحو البناء والتنمية، بدلاً من الانغماس في مظاهر احتفالات مُبالَغ فيها. هناك آلاف الأشخاص يعيشون في مخيماتٍ تفتقر إلى أدنى مُقوّمات الحياة، وهذه المخيمات تُمثّل نداءً إنسانياً يستحقّ الاستجابة.

 

ما يحتاجه المجتمع اليوم هو استثمار التبرُّعات والأموال الزائدة في مشاريع تُحقّق تغييراً حقيقياً على أرض الواقع، سواء من خلال توفير المأوى المناسب، أو دعم التعليم والصحة، أو تمكين الأُسَر المتضرّرة.

 

مظاهر الفرح المُبالَغ فيها لا تخدم المجتمع بقَدْر ما تُشتِّت الانتباه عن القضايا الأساسية. يجب أن يكون التركيز على الجهود التي تَترك أثراً دائماً وتُعزّز مِن تماسُك المجتمع وقُدرته على النهوض.

 

تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية بين الأفراد والمؤسسات هو السبيل لتوجيه الطاقات نحو ما يفيد الجميع، بدلاً من إهدارها في مظاهر سطحية لا تُعبِّر عن الاحتياجات الحقيقية.

 

المسؤولية اليوم تتمثّل في إعادة البناء، لا السعي للأضواء.

شَارِك المَقَال