شَارِك المَقَال

تفجيرات الشمال السوري في اليومين الفائتين ينذر بعودة مسلسل التفجيرات للمنطقة.

من هنا يبرز التساؤل الأهم: هل هذه التفجيرات امتداد لسلاسل التفجيرات السابقة أم أن لها دوافع جديدة؟ من المستفيد منها؟ ومن المتضرر؟


تفجيرات الشمال السوري المستفيد والمتضرر

ممّا لا شك فيه أن المتضرر الرئيس من هذه التفجيرات هم الضحايا وذويهم خصوصا. ومنطقة الشمال السوري عموما، إضافةً لتضرر الحكومة التركية كونها الضامن السياسي والأمني للمنطقة، ولكن من المستفيد؟

تأتي هذه التفجيرات في ظل ارتفاع التوتر بين ميليشيات قسد وقوات النظام السوري في محافظة الحسكة. إذ تقوم قسد بمحاصرة قوات النظام ردًا على ادعائها بأن النظام يحاصر أحياء ذات أغلبية كردية في محافظة حلب. ولفهم الظروف المحلية المرافقة للتفجيرات أهمية بالغة من ناحية فهم دوافع هذه التفجيرات.

قد تكون ميليشيات قسد المستفيد الأكبر من هذه التفجيرات وذلك لعدة أسباب. منها اتهام النظام بهذه التفجيرات لزيادة الضغط الإقليمي عليه. زيادة على ذلك إظهار أن تركيا ليست بضامن أمني حقيقي للمنطقة. إضافةً لاستفادتها من تعقيد المشهد السوري بهدف كسب مكاسب سياسية جديدة.

تراهن ميليشيات قسد على تعاطف أمريكي معها، لذلك تسعى لزيادة التوتر مع النظام وفي الشمال السوري عموما. وذلك بهدف خلق بيئة مناسبة لضغط أمريكي جديد على تركيا وعلى النظام. علاوة على ذلك خلط الأوراق لا سيما أن روسيا تحاول لعب دور الوساطة بين قسد وقوات النظام. وعلى ما يبدو أن “قسد” لا ترغب في تسوية للتوتر الحاصل، بل ترغب في إخراج قوات النظام من المنطقة.

إن هذه التفجيرات تشكل جريمة إنسانية. ولا مبرر لأي جهة سياسية أن تلجأ للتفجيرات وقتل المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية أو أمنية. لذلك لا بد من الضغط الدولي على الأطراف المتنازعة لعدم تحميل المدنيين وزر الصراعات السياسية. لا سيما أن حياة السوريين بائسة بدون تفجيرات.

شَارِك المَقَال