شَارِك المَقَال

في سبيلِ قَلبٍ سليم، تَعَلَّم #ثقافة_الاعتذار

 

“كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخَطَّائينَ التَّوَّابُونَ”؛ هكذا ورد في #الأثر_الشريف عن #النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ومَرَدّ هذا #الحديث لأنَّ #الخطأ واردٌ من بَنِي #البشر؛ لأنَّه ينسى ويَضْعف، وتعتريه عوامل عديدة تجعله لا ينفكُّ عن الخطأ، لكن شتَّان بين مَن يُعانِد ويُكابِر وبين مَن يعتذر ويعترف بخطئه. في ما يلي نَتَحَدَّث عن #ثقافة_الاعتذار.

 

كُلّ بني آدم خطَّاء، وليس بيننا معصوم من #الخطأ، ولكنَّ #الاعتذار عن الخطأ والاعتراف به من شِيَم #النبلاء، ومن سمات الفُضَلَاء وعلامات الأنقياء، وليس من العَيْب أن يُخْطِئ #الإنسان، وإنَّمَا #العَيْب هو أن يُصِرّ على خَطَئِهِ ولا يعتذر عنه.

 

يعتقد بعضُ #النَّاس أنَّ #الاعتذار علامة تدلُّ على #ضَعْف_الشخصيَّة، وأنَّه لا يُقْدِم على الاعتذار إلَّا الشَّخْص الضعيف، ولذا ترى بعض النَّاس لا يرى غَضَاضة في ارتكاب #الخطأ والمُخَالَفَات، ويستنكف عن الاعتذار .

 

الاعتذار عن #الخطأ مهارة اجتماعيَّة وسلوك حضاريّ يَزِيدُ من المحبَّة والتقارب والتآلف بين أفراد #المجتمع، ويُعتَبر #الإسلام من أكثر الأديان حثّاً على التراجع عن #الذَّنْب وعدم الإصرار عليه والاعتذار عنه.

 

هناك العديد من #المواقف_السلبيَّة الَّتِي يمكن الانتهاء منها وطيّ صفحتها تماماً باعْتِذَارٍ واضِح عن #الخطأ الَّذِي حدث دون مراوغة أو تجميلٍ للكلام؛ فعبارات #الاعتذار الصريحة تُنْهِي العديد من المواقف و #المشكلات_الاجتماعيَّة والعمليَّة.

 

يَظُنّ كثيرٌ من #الناس أنَّ #الاعتذار مهانة، في حين أنَّه شجاعةٌ لا يَقْدِر عليها إلَّا الأقوياء، وكم رأينا من ساسة وقادة دول ومُفَكِّرِينَ في #الشرق و #الغرب يعتذرون لشعوبهم ومتابعيهم عن خطأ وقعوا فيه دون أن يُقَلِّل ذلك من شأنهم.

 

#الاعتذار عن التقصير خيرٌ من التمادي في الخطأ، ولن تنتشر #ثقافة_الاعتذار في #المجتمع إلَّا إذا اعتذر الكبير عن الخطأ أمام الصَّغِير، وصار #الأبُ و #الأُمّ قدوةً لأبنائهم في الاعتذار عن التقصير، وأصبح #المُعَلِّم قُدْوَةً لطلابه في ذلك، وكذا الأخ الأكبر، والمدرِّب، والمدير والقائد…

 

يَفْقِد #الاعتذار أهميّته إذا طال الفاصل الزَّمَنِيّ بين #الخطأ والاعتذار، أو اعتذر المخطئ بطريقة تَنُمّ عن #الاستكبار وعدم الاعتراف بالخطأ، وعندما لا يقوم المُخْطِئ بإصلاح ما أَفْسَدَهُ إذا كان ذلك في إمكانه.

 

#الاعتذار الحقيقي ينطوي على رَدّ #الحُقُوق و #الأمانات إلى أهلها، ولذا فالإنسان العاقل لا يخدع نفسه؛ فإذا ما وقع في خطأ سارع إلى الاعتذار قولاً وعملاً فَرَدَّ الحُقُوق لأهلها، وفِعْله هذا يدلّ على نُبْله وكرم أخلاقه، ويعطيه مصداقيَّة وثقة في علاقته بالآخرين.

 

#الاعتذار قد يأخذ أشكالاً مقبولة، وليس بالضرورة أن يكون موقف الاعتذار مُحْرِجاً يفقد فيه #المُخْطِئ ويُرِيق ماء وجهه، وإنَّما قد يكون من خلال #باقة_ورد مع #كلمة لطيفة، حُضْن دافئ، #قُبْلَة على الرأس أو الجبين، وغيرها من الصُوَر.

 

العُمْر قصير، وما يذهب منه لا يعود أبداً، لذلك لا تترك بينك وبين أحدٍ جَفَاء، بادِرْ بطَيّ أيّ صفحة خلافٍ بينك وبين #الآخرين، لا لشيء وإنَّما لتَتَفَرَّغ لأهدافك ومشاريعك؛ ف#الخلافات بمثابة عَقَبَات ثقيلة على طريق #العمل.

 

عن أيّ شيء تعتذر؟

فكِّر جيّداً فيما فعلته، هل أخطأت في أمرٍ ما؟ هل أهنتَ شخصاً ما؟ هل وعدتَ وعداً ولم تُوفِّ به؟ هل جرحت شخصاً بكلامك؟ فكِّر جيداً؛ فلن يكون لاعتذارك قيمة إذا لم تكن تعرف أَوَّلاً عن أيّ شيء تعتذر

 

عند الاعتذار: عليك أن تركّز على الطرف الآخر، وليس عليك أنت، فليس ضرورياً أن تثبت أنَّك كنتَ على صواب، أو أن تبرِّر تصرُّفك أو تُوَضِّح أسبابك، كُلّ ما في الأمر أنَّ عليك الاعتذار، ثم بعد الاعتذار يمكنك مناقشة ما جرى، ومن الَّذِي يجب أن يُحاسَب عليه؟

 

من #القواعد_المُهِمَّة في #ثقافة_الاعتذار أنَّه (لا أعذار وقت الاعتذار) اعتذر وفقط، لا تُسْهِب في الشَّرْح، ولا تبرِّر، ولا تكرِّر الإساءة فتزيد المَرَارَة، ولكن اجعل الاعتذار جميلاً راقياً؛ ف ـ(إذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

 

من #القواعد_المُهِمَّة في #ثقافة_الاعتذار أنَّ (الاعتذار السَّاخِر أقبح من الخطأ نفسه)؛ فلا تضمّ إلى #الخطأ السَّابق جُرْمَاً أقبحَ منه، وكن جميلاً حتى في اعتذارك، وإيَّاك والكِبْر والسُّخْرية في مثل هذه المواقف.

 

من #القواعد_المُهِمَّة في #ثقافة_الاعتذار أنَّه (كلَّما كان الاعتذار سريعاً، ظهر كأنَّ الخطأ سوءُ تقدير منك للموقف أكثر منه عيباً في شخصيّتك)؛ فلا تُضِف إلى الخطأ خطيئةَ إهمالِ من أخطأتَ في حَقّه وتترك الاعتذار له، وسارع إلى وَأْد #سوء_الظَّنّ في مَهْدِهِ.

 

من #القواعد_المُهِمَّة في #ثقافة_الاعتذار أنَّ (التأخير الكثير في الاعتذار ربما يجعل الاستمرار في العلاقة مستحيلاً)؛ فلا تَدَع الآلام مستعِرَة في نفس من تجرَّأت على #الخطأ في حقهم، وأسرِعْ إلى إزالة آثار الخطأ، ولا تسترسل فيه.

 

من #القواعد_المُهِمَّة في #ثقافة_الاعتذار أنَّ (#الاعتذار يجب أن يكون جُمْلَة صريحة تُبْدِي فيها أسفك لتسبُّبك في إيذاء شخصٍ ما)؛ فابدأ بذكر الخطأ، وتجنّب الكلام غير الواضح، ولا تَتَحَجَّج بالآخرين، فلا تقل “آسف لأنَّك شعرت بكذا”، وكأنك تُلْقِي باللَّوْم عليه هو.

تخيَّر وقت #الاعتذار

من الأفضل أن تعتذر بعد #الخطأ مباشرة في حال وجَّهتَ كلمة جارحة لشخصٍ ما فيجب عليك أن تُقَدِّم اعتذاراً فَورِيّاً لتهدئ الأجواء بينكما، وفي أحيانٍ أخرى قد يكون من الأفضل أن تَتَأَنَّى قليلاً؛ فتترك الشخص الآخر حتى يهدأ ثُمَّ تعتذر له ليَقْبَلَ منك.

 

 

 

شَارِك المَقَال