تتعرض مصافي النفط البدائية في الشمال السوري لهجمات صاروخية بين الحين والآخر. آخرها القصف الذي حدث في 5 مارس الجاري والذي استهدف مصفاتين بدائيتين لتكرير النفط. فما أسباب وتداعيات قصف مصافي النفط في الشمال السوري؟
لا بد من معرفة مصادر النفط في الشمال السوري لفهم الصورة كاملة. يغطي الشمال السوري حاجته من المحروقات من مصدرين رئيسين، الأول الاستيراد من أوروبا عبر تركيا. والثاني من مناطق سيطرة قسد والذي يتم تكريره بدائيًّا.
تشير الدلائل إلى أن القصف الأخير تم بواسطة صواريخ بالستية من بوارج روسية في البحر. وفي الوقت نفسه يعاني النظام من أزمة محروقات خانقةٍ، وهذه الأزمة عمرها أشهر طويلة. ولكن تفاقمت في الأيام الأخيرة وتزامنت مع قصف مصافي الشمال السوري.
على ما يبدو فإن الرسائل الموجهة من هذه الضربة تستهدف قسد أكثر مما تستهدف تركيا. فالمنفذ واضحٌ وهو روسيا، إلا أن تركيا لم توجه أصابع الاتهام لروسيا. فالهدف من هذا الفعل تخفيض الصادرات النفطية من قسد تجاه الشمال السوري بهدف إدخال قسد في أزمة تسويق النفط.
تبيع قسد نفطها محليًّا وقسم كبير من الإنتاج يباع للنظام السوري وللشمال السوري. وغالبًا ما تستخدم قسد سلاح النفط للضغط على النظام. لا سيما في ظل صعوبة تأمين المحروقات في مناطق النظام. إذا فالرسائل هي لقسد وتستهدف الضغط عليها إما لإجبارها على بيع النفط للنظام السوري. أو للضغط باتجاه اتفاق معين مع النظام السوري برعاية روسية.
لا تستطيع روسيا الضغط على قسد في مناطق نفوذها، فهي تحت الحماية الأمريكية. فوسيلة الضغط الوحيدة هي محاولة منعها من بيع نفطها. ووسيلة الضغط هذه ليست مجدية بما فيه الكفاية لتحقيق مكاسب سياسية، فغالبًا ما يكون أثر هذا الضغط آنيا يزول بعد عدة أيام. كما أن تكاليف المصافي البدائية يعتبر منخفضًا نسبيًّا وهذا ما يجعل ترميمها أمرًا سهلًا.
يمكن القول بأن مستوى التوتر بين قسد والنظام هو ما يحدد توقيت الضربات على مصافي النفط في الشمال السوري. لذلك يمكن القول بشكلٍ آخر إن حدوث قصف مثل هذا يدل على وجود عقبات في ظل أي تفاهم مرتقب.