شَارِك المَقَال

رغم وصولنا لذروة الشتاء في أوروبا إلا أن أسعار الغاز الطبيعي وصلت لأدنى مستوياتها منذ أغسطس الماضي. حيث تراجعت أسعار العقود الآجلة بنسبة 5.5%. وتراجع سعر الغاز الهولندي تسليم الشهر المقبل بنسبة 4% إلى 67.3 يورو لكل ميجاوات. كما تراجع سعر الغاز البريطاني بنسبة 3.7%.

السبب الأول:

ارتفاع معدلات المخزون الأوروبي إلى 83%. وهو ثاني أعلى مستوى لهذا الوقت منذ عام 2011م. مما جعل التجار يراهنون على أن الاحتياطيات الهائلة في القارة ستستمر خلال فصل الشتاء. حتى مع تعرض المنطقة لموجة برد. بل سوف تستمر تلك المخازن في توفير الغاز للاتحاد الأوروبي حتى الطقس الأكثر دفئاً في الربيع وما بعده.

 

السبب الثاني:

انخفاض المؤشر القياسي الذي يتم تداوله في بورصة إنتركونتيننتال بنسبة 2.5%. ليصل إلى 30.15 ميجاوات في الساعة. وهو أقل بكثير من نفس الوقت من العام الماضي. عندما كان يتم تداوله بحوالي 70 يورو لكل ميجاوات في الساعة.

 

السبب الثالث:

استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا أقل بكثير من مستوياته الطبيعية في مثل هذا التوقيت. بسبب طقس الشتاء المعتدل حتى الآن في أوروبا. بل من غير المتوقع أن تستمر موجة البرد في جميع أنحاء أوروبا لفترة طويلة. حيث تتجه أوروبا إلى أن تكون أكثر دفئاً من المعتاد الأسبوع المقبل.

 

أما السبب الرابع: فيعود إلى استمرار إمدادات الغاز الطبيعي المسال بشكل جيد. مع كفاءة خطوط الأنابيب. مما أدى إلى أن تكون احتياطيات التخزين أعلى بكثير من المعدل الطبيعي. حيث استوردت دول الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام 2023م. بزيادة قدرها 5% عن المستوى القياسي المرتفع الذي سجلته في عام 2022م.

ولا يساعد ذلك فقط في تجنب مخاطر أي صدمات في العرض أو الطلب خلال الفترة المتبقية من فصل الشتاء. ولكنه يعني أيضاً أنه سيكون هناك طلب أقل لإعادة ملء تلك الخزانات خلال الصيف المقبل.

كما يتوقف مستقبل أسعار الغاز الفترة المقبلة على درجات الحرارة المتوقعة لشهري فبراير ومارس. فإذا كانت أكثر برودةً. فمن الممكن أن ينتهي الأمر بالمخزونات إلى مستوى أقل من المتوسط بين عامي 2019م و2023م.

بالإضافة إلى قدرة الاتحاد الأوروبي على تأمين ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال خلال أشهر الصيف في السوق. حيث يتنافس الاتحاد على الإمدادات مع دول آسيا. خاصةً أن أوروبا فقدت إمداداتها المرنة من الغاز مثل الإنتاج المحلي في حقل جرونينجن الهولندي وخط أنابيب الغاز الروسي.

شَارِك المَقَال