شَارِك المَقَال

توقعات بنك جولدمان ساكس الأمريكي بتباطؤ مؤشر التضخم الأمريكي. وبالتحديد (التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي) على أساس سنوي إلى مستوى 2% بحلول الربيع المقبل. له عدد من المؤشرات التي تبرره.

أولى تلك المؤشرات: تباطؤ معدل التضخم في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي. حيث ارتفعت بنسبة 0.1% فقط. وهو أقل من المتوقع. مما يضاعف الآمال بأن الاحتياطي الفيدرالي قد صمم هبوطاً سلساً لأكبر اقتصاد في العالم ودفع الأسهم إلى مستوى قياسي جديد.

الثاني: ارتفاع مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2% في ذات الشهر. بعد أن أظهرت بيانات الفيدرالي أن الأسعار ارتفعت بشكل أبطأ مما كان متوقعاً. بل وحقق المؤشر ثمانية أسابيع متتالية من المكاسب. وهو رقم قياسي تم تحقيقه آخر مرة في عام 2017م. ويتجه نحو ثالث أفضل عام له في العقد الماضي بعد 12 شهراً في حالة تقلب.

الثالث: التقرير الصادر عن مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي الذي يعد “معلماً مهماً” في الجهود المبذولة لإعادة التضخم إلى مستويات ما قبل الوباء. والذي أشار لانخفاض أسعار المستهلك. والتي تتضمن سعر جالون الغاز وجالون الحليب ولعب الأطفال والأجهزة والإلكترونيات وتأجير السيارات وأسعار تذاكر الطيران.

الرابع: إشارة وتلميحات الفيدرالي الأمريكي إلى أنه سيبدأ في خفض أسعار الفائدة العام المقبل. بعد أن كان عام 2023م أكثر تفاؤلاً مما كان متوقعاً. وهو ما وضع المستثمرين في حالة ذهنية إيجابية. حتى إن أسواق العقود الآجلة باتت تراهن على خفض سعر الفائدة ست مرات العام المقبل. بما يصل بسعر الفائدة من أعلى مستوى له منذ 22 عاماً إلى 5.5%.

الخامس: انخفاض معدل البطالة في الولايات المتحدة. وهو ما دفع المحللين إلى التنبؤ بأن الاقتصاد مهيأ الآن لهبوط سلس.

أما المؤشر السادس فهو بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي توسع بمعدل سنوي بلغ 4.9% في الربع الثالث. وهو ما يعني أن النمو يتباطأ بشكل متواضع.

السابع: استطلاعات الرأي الأمريكية قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل. حيث أصبح الأمريكيون أقل تشاؤماً بشأن الاقتصاد مع بدء السباق الرئاسي لعام 2024م. وارتفعت معنويات المستهلكين بنسبة 14% الشهر الماضي. كما توقع 55% من المشاركين الآن أن ترتفع دخولهم على الأقل بنفس سرعة ارتفاع الأسعار خلال العام المقبل. مقارنةً بـ49% في أكتوبر الماضي.

في النهاية وعلى الرغم من المؤشرات السابقة إلا أنها تظل في خانة المؤشرات المتفائلة. والتي يجب أن يقابلها هدوء جيوسياسي في عدد من النقاط الساخنة حول العالم. وأبرزها غزة ومضيق باب المندب وأوكرانيا. لتحقيق تلك التوقعات المتفائلة دون عقبات سياسية.

شَارِك المَقَال