شَارِك المَقَال

هل تساءلت يوما لماذا تقدم الشركة الواحدة عدة أصناف من ذات المنتج؟ أما كان من الأنسب توحيد الإنتاج؟ ما منافع ومضار التجزئة؟ ماذا نقصد بتجزئة السوق؟


تشكل تجزئة السوق إحدى أدوات التسويق التي تعتمد على استهداف كل شريحة من المستهلكين بمنتج خاص بهم، وتعتبر التجزئة مفهوما حديثا نسبيا فقبل عدة عقود كان تنميط الإنتاج هو السمة الغالبة على التسويق.


قال هنري فورد رئيس إدارة شركة فورد للسيارات عام 1906م يمكن للزبون اختيار لون السيارة التي يريد شريطة أن يكون الأسود فهذا دليل على أن توحيد الإنتاج كان الأسلوب السائد وذلك بسبب قلة الإنتاج وقوة الشركات مقابل حاجة الزبائن.


مع ازدياد الشركات وازدياد ثقافة المستهلكين اضطرت لتسويق تجزئة السوق. واستهداف كل جزء بمنتج خاص به يراعي ذوقه وخصائصه النفسية والديمغرافية والمالية والثقافية وحتى الدينية.


فشلت عدة شركات للأطعمة السريعة في دخول السوق الياباني كون اليابانيين رأوا في الوجبات السريعة تهديدا لعلاقاتهم الأسرية. لا سيما أن تناول الطعام مع الأسرة يعتبر من الأولويات في المجتمع الياباني، ونجحت ماكدونالدز لاحقا كونها قدمت مزيجا تسويقيا يتناسب مع الخصائص السلوكية للمجتمع المحلي.


كانت البنوك سابقا تقدم ذات الخدمات لجميع العملاء. حاليا وبعد تجزئة السوق باتت تقدم لكل شريحة خدمات خاصة بها. على سبيل المثال لذوي الدخل المحدود خدمات متعلقة بشروط سداد مريحة. بينما لرجال الأعمال خدمات متعلقة بنوعية التمويل وهيكليته وحجمه.


ليس المهم تجزئة السوق لكن المهم معرفة خصائص كل شريحة ومتطلباتها الحقيقية. بدون هذه المعرفة تصبح هذه العملية بدون فائدة.


على الرغم من تكاليف عملية التجزئة لا سيما فإن الشركة ستصمم إعلانات وتكاليف تسويق لكل شريحة على حدة، إلا أن التجزئة تسمح للشركة بالتمدد والاستمرار وكسب حصة سوقية مرتفعة.

شَارِك المَقَال