شَارِك المَقَال

 

سلَّطت الأزمة الحاليَّة الَّتِي يمرُّ بها العالَم والتَّرَاجُع الحَادّ في النَّشَاط الاقْتِصَادِيّ في جميع أنحاء العالَم الضَّوْء على العوامل والظُّرُوف الَّتِي في ظِلّها يمكن تصنيف #الرُّكُود الاقْتِصَادِيّ على أنَّه #كَسَاد.

 

للرٌّكُود والكَسَاد كلاهما تداعيات سلبيَّة على النَّشاط الاقْتِصَادِيّ، كتراجع النَّاتِج المَحَلِّيّ الإجماليّ، ارتفاع مُعَدَّلات #البَطَالَة، تراجع مُعَدَّلات #التوظيف و #الأجور، إغلاق كثير من الشركات، وكذا تراجع أسعار #الأسهم، في التغريدات التَّالِيَة نستعرض أبرز الفروق بينهما.

 

الاختلاف بين المصطلحين أكثر عمقاً من مُجَرَّد اختلاف في المدة الزمنيَّة ومدَى النِّطَاق الَّذِي قد يتأثَّر به، فالفرق الحقيقيّ يعكس الاختلافات في العوامل السَّبَبِيَّة والعَوَاقِب المُصَاحِبَة لها، وسياسات الاقتصاد الكُلِّيّ المُتَّبَعَة في فترات الرُّكُود تكون أقلّ فَاعليَّة في الكَسَاد

 

#الرُّكُود هو تراجع اقْتِصَادِيّ واسِع النطاق يستمرّ لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، يهبط فيه الاقتصاد ليسجل نموّاً سلبيّاً في النَّاتِج المَحَلِّيّ الإجمالي للدولة، بينما يُعرَف #الكَسَاد بأنَّه انخفاضٌ أكثر حدَّة وقد يستمرّ لعدة سنوات يهبط فيه النَّاتِج المَحَلِّيّ الإجمالي بنسبة لا تقل عن 10%

 

يحدث #الرُّكُود دائماً نتيجة لفترة طويلة من السِّياسة النقديَّة الصَّارمَة، في حين يَسْتَتْبع #الكَسَاد دورةً طويلةً ومُمتدَّة لأسعار #الأصول وتؤدِّي إلى انكماش في #الائتمان و #الدُّيون، ما يُسَبِّب عجزاً في #السِّياسَة_النقديَّة، ويتميز #الكَسَاد بانخفاض في مستويات السِّعر العام والنَّشاط الاقْتِصَادِيّ ككُلّ.

 

عادةً ما يحدث #الرُّكُود نتيجة وُجُود عددٍ كبيرٍ من المعروض من #السِّلع و #الخِدْمَات مقابل تراجع مستويات #الطَّلَب، أيْ أنَّ مُعَدَّلات الانتاج تفوق مُعَدَّلات #الاستهلاك ويعتقد العديد من الاقْتِصَادِيّين أنَّ الرُّكُود جزءٌ طبيعيّ من الدورة الاقْتِصَادِيّة الَّتِي تشهد ارتفاعات وانخفاضات.

 

#الاقتصاد_الأمْرِيكِيّ شهد حالات ركود أكثر من 30 مَرَّة منذ العام 1854م، وفقًا لبيانات المكتب الوطني الأمْريِكِيّ للبحوث الاقْتِصَادِيّة، وتبايُن طول معظمها، ولكنَّ مُتوسِّط الرُّكُود خلال تلك الفترات اقترب من 10 أشهر.

 

استمرَّت أطول فترة ركود لمُدَّة 6 أشهر عام 1980م، بينما استمرَّت أطول فَتْرَتَيْ رُكُود لمُدَّة قاربت 16 أشهرًا (من نوفمبر 1973م إلى مارس 1975م، ثُمَّ من يوليو 1981 إلى نوفمبر 1982م).

 

هناك مُزْحَة قديمة قالها #دونالد_ريجان رئيس الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة مخاطِباً مُنَافِسه في الانتخابات الرئاسيَّة #جيمي_كارتر تقول: “الرُّكُود هو عندما يَفْقِد جارك وظيفته، أما الكَسَاد فهو عندما تفقد أنت وظيفتك”.

 

أمَّا #الكَسَاد فهو كارثة اقْتِصَادِيّة قد تستمرّ لسنواتٍ؛ حيث ينخفض النَّاتِج المَحَلِّيّ الإجماليّ الحقيقيّ بنسبة 10%، ويَتَرَتَّب على قوَّة درجة الرُّكُود تحوُّله إلى كَسَاد من عدمه، وهذا حدث مرَّة واحدة فقط في التاريخ الأمْرِيكِيّ، في العام 1929م، واسْتَمَرَّ لمْدَّة 10 سنوات.

 

يَحْدُث #الكَسَاد عندما تجتمع عدَّة عوامل معًا؛ تشمل الإفراط في الإنتاج وانخفاض الطَّلَب، ويؤدِّي زيادة المعروض والخوف الَّذِي يعاني منه المستثمرون إلى تراجع الإنفاق لدى الشركات، ليبدأ الاقتصاد في التباطؤ، وترتفع البَطَالَة وتَقِلّ الأجور.

 

يُعْتَبر الكَسَاد مرحلة مُتقدِّمة من الرُّكُود ويستمرّ لمدَّة طويلة، لذلك فهو عادةً أكثر حدَّة، فقبل عَقْد من الزمن، بلغت نسبة البطالة 10% في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة خلال أسوأ فترات الرُّكُود العظيم، ولكن، خلال الكَسَاد العظيم، بلغت نسبة البطالة حوالي 25%.

 

بشكلٍ عامّ، ليس من الضرورة أن يكون الكَسَاد عظيماً وذا تأثير مزلزل، كما حدث في ثلاثينيَّات هذا القرن، ليصبح كَسَاداً، فمن الممكن أن يكون الكَسَاد متوسطاً أو حادّاً تماماً كالرُّكُود.

 

 

 

شَارِك المَقَال