شَارِك المَقَال

يعتبر مطار حلب ثاني أهم مطار في سوريا بعد مطار دمشق الدولي. إلا أنه فقَد أهميته بشكل شبه كامل نتيجة الحرب في سوريا. لكن مؤخراً بدأ المطار بالعودة إلى الضوء من خلال مذكرة تفاهم بين حكومة النظام وإحدى شركات النقل الجوي الروسية. فما حقيقة الأهداف الروسية من الاستثمار في مطار حلب؟

 

 

ما أهمية حلب ومطارها؟

مدينة حلب هي عاصمة الاقتصاد السوري وحاضرة الشمال السوري. ولها أهمية استراتيجية كبرى. ولهذا شهدت الحرب السورية معارك عنيفة للسيطرة عليها. ولها أهمية كبرى لكل الأطراف الفاعلة في القضية السورية. وعلى الرغم من تراجع أهميتها الاقتصادية بفعل الحرب إلا أنها مرشحة وبقوة لاستعادة دورها.

 

تشهد حلب ومطارها في الوقت الراهن سيطرة واضحة للميليشيات الإيرانية. فلها عدة معسكرات تدريب فيها. كما أن لها وجوداً أمنياً مكثفاً في المطار ومحيطه. وعلى الرغم من الوجود الروسي في المدينة إلا أنه لا يرقى في حقيقة الأمر إلى فاعلية الوجود الإيراني.

 

على ما يبدو فإن روسيا تدرك جيداً أهمية حلب الاستراتيجية والاقتصادية. فهي ستكون محور وقاعدة إعادة الإعمار المرتقبة. ولذلك تسعى للاستحواذ على المفاصل الحيوية فيها والمتمثلة بالمطار. وبالتأكيد فلا طاقة للميليشيات الإيرانية بمواجهة التمدد الروسي.

 

 

ما حقيقة الأهداف الروسية في حلب؟

بصفة عامة تتراجع أهمية حلب العسكرية بالنسبة لروسيا على عكس إيران. فإيران ترى في حلب قاعدة عسكرية متقدمة لها. بينما ليس لروسيا وجهة النظر هذه. فحلب بالنسبة لروسيا هدف اقتصادي أكثر منه عسكري.

 

في الواقع تتمثل الأهداف العسكرية لروسيا في سوريا في امتلاك قواعد على المتوسط. فمنذ عقود تسعى روسيا لامتلاك قواعد في المياه الدافئة. وهو ما نجحت به من خلال قواعدها على الساحل السوري. أما باقي المناطق الداخلية لا سيما حلب فتتفوق الأهمية الاقتصادية فيها على نظيرتها العسكرية.

 

لذلك تسعى روسيا من خلال مذكرة التفاهم بخصوص مطار حلب إلى إعادة تأهيل المطار والسيطرة غير المباشرة عليه. واستخدامه كمحطة اقتصادية رئيسة في سوريا. وذلك للاستفادة من هذه الورقة في ضمان حصة من إعادة الإعمار المرتقبة.

 

تشمل الأهداف الروسية في مطار حلب أيضاً استخدامها كقاعدة دعم لوجستي للاستثمارات الروسية في سوريا. فعلى ما يبدو فإن روسيا تخطط لافتتاح عدة مشاريع اقتصادية في سوريا. فالمطار عندئذٍ سيكون منصة هذه الاستثمار وواجهتها إلى العالم.

شَارِك المَقَال