شَارِك المَقَال

يشكل الغزو الروسي لأوكرانيا أخطر تهديد للسلم العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. وهو ما يدفع العديد من الباحثين للتكهن بكيفية نهاية هذا الغزو. وهل من الممكن أن يتطور لحرب كبرى. أم هل ستستطيع أوكرانيا الصمود في وجه روسيا؟. وعلى الرغم من صعوبة الإجابة عن هذه الأسئلة إلا أنه بالإمكان استقراء الواقع ومحاولة تقديم إجابات قريبة من الحقيقة. والسؤال هنا: ما سيناريوهات نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟

 

ما أفق الصراع الروسي الأوكراني؟

تشكل أوكرانيا قوة عسكرية لا بأس بها. وتزداد قوتها في ظل الدعم اللوجستي الغربي. إلا أنها تبقى غير قادرة على مواجهة القوة العسكرية الروسية. وهو ما يقود للقول بأن النهاية المتوقعة للغزو قد تكون في صالح موسكو. من جهة أخرى قد يستمر الغرب بدعم أوكرانيا حتى بعد انتصار الروس مما يجعل من أوكرانيا أفغانستان أخرى.

 

في الحقيقة أعطت الحرب العالمية الثانية للعالم دروساً مهمة. وقد يستمر تأثير هذه الدروس لقرون. فالحرب سبّبت خراباً في كل الدول. فحتى الحلفاء الذين انتصروا في الحرب خرجوا منها منهكين بدول مدمرة واقتصاد منهار ومجتمعات متفككة. فلا أحد حالياً يرغب في تكرار هذه التجربة.

كل الأطراف تسعى لتجنب أي تصعيد حقيقي. وحتى فيما يتعلق بتصاعد أزمة الغاز واحتمال تسببها بتوسيع نطاق الحرب. فصحيح أن أوروبا تحت رحمة روسيا بسبب الغاز. لكن روسيا أيضاً تحت رحمة إيرادات الغاز. فهي لا تستطيع تحمل غياب هذه الإيرادات. فالغاز الروسي سلاح ذو حدين. وفي حال استخدامه سيجرح الطرفين. وهذا ما قد يمنع أي تصعيد حقيقي.

 

ما موقف تركيا من أطراف الحرب؟

في الواقع تنظر تركيا لروسيا من منظور اقتصادي بالدرجة الأولى. فهي من أهم الشركاء الاقتصاديين لها. وإن كانت العلاقة بينهما تبقى دائماً قلقة. بسبب الإرث التاريخي بينهما والذي شهد معارك عديدة وحروباً طويلة. إلا أن تركيا وبشكل عام تعد ذات ميول غربية أكثر منها شرقية. فقد سعت منذ عقدين للانضمام للاتحاد الأوروبي. وهي عضو في الناتو.

في النهاية تسعى تركيا لعدم تأييد طرف على حساب آخر. فتحاول البقاء في منتصف المسافة بما يحقق مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي. فهي ترى في الغزو -بغض النظر عن نتيجته- ضرراً لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية. وبشكل عام فهي لن تضحي بعلاقتها مع روسيا. لكنها أيضاً لن تضحي بها مع الغرب.

شَارِك المَقَال