شَارِك المَقَال

 

تُعتبر #مَكْتبة_جَرِير تَجْربة رائِدة وناجِحة في عالَم #المَكْتبات، ففي زَمَن قِياسيّ تَحوَّلت من مَتْجر صغِير لبَيْع #الكُتب إلى شَرِكة مُدْرجة في #البُوْرصة، وبأَرْباح كبيرة وحِصَّة سُوقِيّة ضَخْمة، وفُرُوع تَعدَّت 39 فَرْعا في #المَمْلكة_العرَبيّة_السُّعوديّة وَحْدها، فمَا السِّرّ وَراء نَجاح هذه المَكْتبة.

 

تَأسَّست #مَكْتبة_جَرِير عام 1979م في مَدِينة #الريَاض كمَتْجَر صَغِير، لتتحوَّل لاحِقًا لشَرِكة ضَخْمة تَبْلغ مِساحة مَعارِضها الإجْماليّة 50 ألف مِتْر مُربَّع، وتُخطِّط لافتِتاح 70 مَعْرضًا جَدِيدًا في عام 2021م، ويبلغ عَدَد مُوظَّفيها الحالِيِّين 1,200 موظّف وبأَرْباح سَنَويّة تَتجاوَز 900مِلْيون ريَال سُعوديّ، وبقِيمة سُوقِيّة تَتجاوَز 20 مليار رِيال.

 

تَقُوم #مَكْتبة_جَرِير بتَرْجمة أهَمّ #الكُتب العالَميّة في مُختلِف المَجالَات إضَافةً لإِصْدارها عددًا كَبيرًا من الكُتب العرَبيّة، بحيث غَدَتْ من أهمِّ مِنَصّات المَراجِع للبَاحِثين والمُهْتمِّين، ولكن هل بإمْكان تِجَارة الكُتُب تَحْقيق هذا النَّجَاح والرِّبْح المَاليّ، خاصَّة أنَّ تِجارة الكُتُب ليست بذات العائِد الاقتِصاديّ الكَبِير.

 

لفَهْم سِرّ نَجاح #مَكْتبة_جَرِير لا بُدّ من الاعتِراف بدايةً أنَّ تَرْجمة وإِصْدار #الكُتُب يُعتبَر مَصْروفًا إلى حدٍّ ما وليس مَصْدر دَخْل، فالسِّرّ ليس في تِجارة الكُتب، وإنْ كانت الكُتب تَلعب دَوْرًا غير مُباشِر في جَذْب #العُمَلاء لا سِيّما أنّ الكِتاب يَرتبِط بصُورة إيجابِيّة في ذِهْن المُستهلِكِين.

 

لا تَتجاوَز مَبِيعات #الكُتُب في #مَكْتبة_جَرِير 5% من حَجْم المَبِيعات الإجْماليّة، فهي تَعتمِد في مَبِيعاتها على مُنتَجات أُخْرى، فتُعتبَر أَكْبر مُوزِّع للابتوب في #الخَلِيج و #شَمال_أَفْريقيا، إضافةً لامْتِلاكها العَلَامة التِّجاريّة #روكو المُتخصِّصة في الأَدوات المَكْتبيّة والمَدْرسيّة.

 

كمَا أَنَّها تَملِك بِطاقَات دَفْع إلِكْتُرونيّة شَبِيهة بفيزا كارد، تُسمَّى سامبا جَرِير الائتِمانِيّة، وعَدَد هذه البِطاقات يَفُوق عَدَد البِطاقَات الَّتِي تُصْدِرها بَعْض البُنوك المَحلِّيَّة.

 

إنَّ الشِّعار الَّذي رَفَعَته #مَكْتبة_جَرِير منذ أكثر من 40 عامًا ساعَدها في تَوسِيع نَشَاطها دُون الإضْرار بعَلَامتها التِّجاريّة، فشِعار #ليست_مُجرَّد_مَكْتبة سَمَح لها بتَوسِيع نشاطِها، وهذا ما فَعلَتْه شَرِكة #أَمازُون عندما اختَارَت عَلَامة تِجاريّة ليست حِكْرا على الكُتُب ممّا سَمَح لها بتَوسِيع نَشاطِها.

 

إنَّ العَلَامة التِّجاريَّة الَّتي تَبنَّتها #مَكْتبة_جَرِير تُسمَّى بالعَلَامة القابِلة للتوسُّع، الأَمْر الذي قد يَسمَح لها مستقبلًا بتَوْسيع جَديد لنَشَاطها ودُخُول أَسْواق جَديدة ومُنتجَات جديدة أيضًا، وهذا ما يُبرِّر نِسْبة النُّموّ المُرتفِعة الَّتي تقارِب 6% سَنَويًا.

 

تَعتمِد #مَكْتبة_جَرِير على إِرْضاء العَمِيل وتَقْديم خِدْمات ما بَعْد البَيْع لجَمِيع العُملاء، ممَّا جعَلها تَستحوِذ على الحِصَّة الأَكْبر من السُّوق في المِنْطقة، وتَكُون في مَنْأى عن المُنافَسة، كما أنَّ اتِّباعها لسِياسة التَّغلْغُل السِّعْريّة سمَح لها بالانِتْشار أُفُقيًّا وعَمُوديا في السُّوق.

 

على الرَّغْم من أنَّ اعتِماد #مَكْتبة_جَرِير على الكُتب في أَنْشِطتها التِّجاريّة لا يَتجاوَز 5% فإِنَّها لا تَتخلَّى عن هذا الجانِب، فهي تُركِّز على تَرْجمة أَهمّ #الكُتب_الأَجْنبيّة لا سِيّما في مَجال #الإِنْترنِت وعُلوم الإِدَارة وهَنْدسة الذَّات البَشَريّة، كَوْن المَكْتبة العَربيّة تَفتقِر لهذه الأَنْواع من الكُتب.

 

كمَا أَطْلقَت تَطْبيق #قارِئ_جَرير الَّذي يُتِيح للعُمَلاء شِراء #الكُتب_الإلْكتُرونيّة، وإتَاحة إمْكانِيّة قِراءتها بتَكْلِفة زَهِيدة عِوضًا عن الشِّراء، وهذا الأَمْر يُساعِد في زِيادَة العَوائِد ولو بنِسَب بَسِيطة، إضافَة للقِيام ب #المَسْؤولية_الاجتِماعيّة المُتمثِّلة بنَشْر الوَعْي والثَّقافَة وتَعْميم #ثَقافَة_القِراءة.

 

تَلتزِم #مَكْتبة_جَرير باحتِرام #العَمِيل و #القارِئ، وتَعتمِد ثَقافة الاعْتِذار عن أيّ خَلَل، فهي اعتَذَرت عن الخَطَأ في تَرْجمة كِتاب #العَقْل_أوَّلا عِنْدما تَضمَّنَت التَّرْجمة نُكْتة تَقُول “ما الفَرْق بين الدَّيْناصُور والسُّودَانيّ النَّشِط”، كما قامَت بسَحْب جَمِيع نُسَخ الكِتَاب من السُّوق.

 

إنَّ ثَقافة الاعتِذَار والرُّجُوع عن الخَطَأ جنَّبَ #مَكْتبة_جَرير الدُّخُول في أَزْمة مع القُرَّاء، لا سيَّما أنَّها أَعلَنَت عن فَتْح تَحْقيق لمَعْرِفة فيما إذا كانت النُّكْتة مَوْجُودة في الكِتاب الأَصْليّ أَمْ تَمّ دَسُّها من قِبَل لَجْنة التَّرْجمة، وهذا ما عَزَّز صُورَتها الذِّهْنيّة لَدَى #العُمَلاء، وساعَدها على مَزِيد من الانتِشار وتَحْقيق المَزِيد من العَوائِد.

 

 

شَارِك المَقَال