شَارِك المَقَال

 

تُعتبَر مِنْطقة #شَرْق_البَحْر_المُتوسِّط من المَناطِق الغَنِيّة ب #الغاز و #النِّفْط، فهَيْئة المِسَاحة الجُيولُوجية الأَمْريكِيّة تُقدِّر كَمِّية الغاز في هذه المِنْطقة بما يَزيد عن 122 تريليون قَدَم مُكعَّبة إضافةً لأكثر من 1,7 مليار بِرْميل من النِّفْط، وتُعتبَر #سُوريا من الدُّوَل الَّتي ستستفيد من هذا الاكتِشاف، فما هي فُرَص سُوريا للاستِفادة من هذا الاكتِشاف.

 

لا يُمكِن الجَزْم حاليًّا بحِصّة #سُوريا من هذا الاكتِشاف، فهذا الأَمْر مَرْهون بمَزِيد من الدِّراسات، كما أنَّ سُوريا كغيرها من دُوَل #شَرْق_المتوسِّط غير مُوقِّعة على معاهَدة #الأمم_المتَّحِدة ل #قانُون_البِحار، وحُدودها البَحْريّة مع #لبنان غير مُرسَّمة، إلَّا أنَّ هذه العَقَبة يُمكِن تجاوُزها باعتِبار تَرسِيم الحُدود مع لُبْنان ليس مُعقَّدًا.

 

يُشكِّل اكتِشاف #الغاز في مِياه #سُوريا الإقلِيمِيّة فُرْصة كَبِيرة لها للخُرُوج من وَاقِعها الاقتِصاديّ المُدمَّر كما قد يُساهِم في تَوْفير جُزْء من فاتُورة إعادة الإِعْمار المُرتَقَبة، فما هي احتِمالات البَدْء في استثمار هذه الثَّرْوة على المَدَى المَنْظور، وما هي احتمالِيّة تَوْقيع عُقود بين #النِّظام_السُّوريّ وبين شَرِكات عالَميّة للبَدْء بالاستِثْمار.

 

قد يكون دُخُول شَرِكات نِفْطيّة عالَميّة في عُقود مع #النِّظام_السُّوريّ في الوَقْت الحالِيّ ضَرْبًا من الخَيَال، وذلك لعِدَّة أَسْباب، أوَّلها العُقُوبات الأَمْريكِية على النِّظام السُّوريّ لا سيَّما #قانون_قَيْصر الأخير الذي مَنَع أيّ دَوْلة أو شَرِكة من التعامُل مع النِّظام السُّوريّ وهَدَّدها بالعُقوبات هي الأُخْرى، إضافةً إلى أنَّ البِيئة التَّشْريعية في سُوريا لا تُشجِّع على #الاستِثمار الخارِجيّ.

 

على الرَّغْم من الهُدوء النِّسْبيّ في حِدّة المَعارِك في #سُوريا، إلَّا أنَّه من غير المُمْكِن وَصْفها بالآمِنة، فالتوتُّرات العَسْكريّة ما زالت قائِمة، جَبْهة #إدلب ما زالت متوتِّرة ومُرشَّحة في أيّ لحظة للاشتِعال من جديد، ولجَبْهة إدلب أهمِّيّة خاصَّة كَوْنها قَرِيبة جغرافيًا من #البحر_المتوسِّط، وبالتَّالي فتجدُّد النِّزاع من شأَنْه تَهدِيد مِنَصّات الحَفْر في حال وُجودها.

 

يُعلِّق البَعْض الآمال على الشَّرِكات النِّفْطية والغازِيّة في الدُّوَل الحَلِيفة للنِّظام السُّوريّ للبَدْء في الاستِثْمار في #شَرْق_المُتوسِّط، خاصَّة أنَّ الزيارة الأَخِيرة للوَفْد الاقتِصاديّ الرُّوسيّ إلى دِمَشق رَشَّح عنها أَنْباء بِنِيَّة #رُوسيا لتَنْفيذ مَشارِيع تتعلَّق بالتَّنْقِيب عن النِّفْط والغاز، فما دِقَّة هذه التوقُّعات؟

 

لا يُمكِن لأيّ شَرِكة رُوسيّة أنْ تَبْدأ بالتَّنْقِيب في المِياه الاقتِصاديّة السُّوريّة لعِدَّة أسباب، أوَّلها خَشْية هذه الشَّرِكات من العُقُوبات الأَمْريكيّة، وثانيها أنَّه في حال التَّنْقيب وبَدْء الاستِثْمار فمَن هي الجِهة الَّتي ستَشْترِي #الغاز السُّوريّ في ظِلّ #قانون_قَيْصر، ناهيكَ عن أنَّ #إيران ورَغْم قوَّتها بالنِّسْبة لسُوريا تَعْجز عن تَسْويق نِفْطها.

 

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ اكتِشاف #الغاز في المِياه الاقتِصادية السُّوريّة من شَأْنه تَقْديم دَعْم اقتِصاديّ كَبِير للدَّوْلة السُّوريَّة، ولكنْ لا الظُّروف الدَّاخلِية ولا الدَّوْليّة تَسْمح بأيّ استِفادة منه في المَدَى المَنْظور، فقد لا تُبْصِر هذه المَنْفعة النُّور قَبْل سَنوات طِوال، فالأَمْر مَرْهون بحَلّ #الأَزْمة_السُّوريّة ومَرْهون بالتَّوافُق الدَّوْليّ حَوْل سُوريا.

شَارِك المَقَال