شَارِك المَقَال

هل تُشَكِّل تَّصْريحات #ماكرون الأَخِيرة تَرَاجُعًا عن تَصْريحاته المُسِيئة،

فهل أَوجَعَتْه حَمْلَة #مُقاطَعة_المُنْتَجات_الفَرَنسيّة

 

شكَّل التَّصْريح الأَخِير ل #الرَّئِيس_الفَرَنسيّ #إيمانويل_ماكرون والَّذي أَدْلى به ل #قَنَاة_الجَزِيرة انْعِطافة حادَّة في المواقِف الفَرَنسيّة المُؤيِّدة للرُّسوم المُسِيئة للرَّسُول مُحمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام، فما هي الأَسْباب الحَقِيقيّة المُوجِبة لهذه الانْعِطافة، وهل لها عَلَاقة بحَمَلات #مُقاطَعة_المُنْتَجات_الفَرَنسيّة، هذا ما سنُوضِّحه في التَّغْريدات التَّالِية.

 

شَكَّك العَديد في جَدْوى #مُقاطَعة_المُنْتَجات_الفَرَنسيّة ورَأَوْا فيها في أَحْسن الأَحْوال تعبيرًا رَمْزيًّا عن احتِجاجهم، لَكِنَّها لا تَرْقَى لأنْ تَترُك أيَّ أَثَر على #الاقتِصاد_الفَرَنسيّ، والآن وبعد أيَّام قَلِيلة من بَدْء #المُقاطَعة وقَبْل تَوسُّع رُقْعتها بَدَأت المَواقِف الفَرَنسيّة في التَّراجُع واتَّسَمت باللُّيونة من مُختلِف المُستَوَيات الرَّسْميّة الفَرَنسيّة.

 

حتَّى الآن لا تُوجَد أَرْقام لا رَسْميّة ولا غير رَسْميّة لحَجْم خسائِر #الاقتِصاد_الفَرَنسيّ نَتِيجة المُقاطَعة، وذلك نَظَرًا لكَوْنها حَدِيثة العَهْد، ولكن يُمْكن وبشَكْلٍ تَقْريبيّ توقُّع حَجْم الخسائِر الفَرَنسيّة وهي بالتَّأْكيد ليست تَوقُّعات عَشْوائيَّة بل مُستنِدة على أَرْقام مُؤكَّدة ونُحاوِل اعتِبارها أَرْقامًا قياسيَّة ونَنطَلِق منها كقاعِدة في التَّوقُّعات.

 

تُشكِّل #الصَّادِرات_الفَرَنسيّةُ إلى #العالَم_الإِسْلاميّ ما يُقارِب قِيمَته 86,5 مليار دُولار وهي ما تُشكِّل 15,3% من إجمالي الصادِرات الفَرَنسيّة السَّنويّة، وبحِساب بَسِيط يُمكِن القَوْل بأنَّ الصادِرات اليَوْميّة الفَرَنسيّة إلى العالَم الإِسْلاميّ تُقدَّر بـ 86,5 / 365 = 240,2 مِلْيون دُولار أَمْريكيّ، وهو رَقْم كبير نِسْبيًّا.

 

في حال بُلُوغ #مُقاطَعة_المُنْتَجات_الفَرَنسيّة نِصْف عَدَد المُسلِمين في العالَم فقط ستَكُون الخَسارَة التَّصْديريّة الفَرَنسيّة اليَوْميّة 240,2 / 2 = 120,1 مِلْيون دُولَارٍ، ف #فَرَنسا تَخْسر يوميًّا ما يُقارِب من 120 مِلْيون دُولَارٍ، وهو ما سُيؤثِّر سَلْبا وبشَكْل واضِح على الإنتاج الفَرَنسيّ الَّذي سيَنخفِض نتيجة التَّراجُع النِّسْبيّ في الطلَب.

 

إنَّ الأَرْقام السابِقَة قد لا تَكُون دَقِيقة 100% كَوْن قِيمَة #الاستِهلاك بين الأَفْراد نِسْبيَّة وليست مُتساوِية، إلَّا أَنَّها تُعطِي تَصوُّرا نِسْبيًّا لحَجْم الخَسَارة الاقتِصاديّة، فخَسارة 120 مِلْيون دُولَارٍ يوميًّا تُشكِّل صَدْمة ل #الاقتِصاد_الفَرَنسيّ الَّذي مازال يُعانِي حتَّى الآن من تَبِعات #أَزْمة_كورونا لا سيَّما أنَّ التحذيرات من مَوْجة ثَانِية أَرْبكَت الاقتِصاد الفَرَنسيّ.

 

تَعتِقد #فَرَنسا أنَّ الضَّغْط السِّياسيّ على حُكُومات الدُّوَل الإِسْلاميّة لنْ يُغيِّر شيئًا من واقِع المُقاطَعة كَوْنها بدأت بمبادَرة شَعْبية وليست رَسْميّة هذا من جِهَة، ومن جِهَة ثانِية كَوْن #تركيا تَتَزعَّم المُقاطَعة من النَّاحِية الرَّسْمية، وفَرَنسا لا تستطيع التَّأْثير على المَواقِف التُّرْكية المُتمسِّكة بالمُقاطَعة.

 

تُؤَكِّد المواقف الجديدة للمسؤولين الفَرَنسيّين وعلى رأسهم #الرَّئِيس_الفَرَنسيّ أنَّ المقاطَعة الاقتِصادية تُؤتِي أُكُلها، ومن اللَّافِت أنَّه وبعد أيَّام قَلِيلة من المُقاطَعة بَدَأ المُسلِمون بحَصْد نَتيجة مُقاطَعتهم، وهنا نُعِيد التَّأْكيد على أنَّ أيَّ فِعْل جَماعِيّ مَهْما كان بَسِيطًا من شَأْنه إِحْداث تَغْييرات جَذْريّة كُبْرى.

 

إنَّ المَواقِف الأخِيرة ل #الرَّئْيس الفَرَنسيّ لا يَجِب أن تَعْني نِهاية حَمَلات المُقاطَعة، فمن الضَّرُوريّ إِلْحاق بَعْض الخسارَة الاقتِصادية بالدُّوَل المُسِيئة للإِسْلام ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا الطَّرْح ليس من باب الانتِقام، بل مِن باب تَشْكيل رَادِع اقتِصاديّ لمَنْ تُسوِّل له نَفْسه المِسَاس بمَقَام الرَّسُول الأَعْظم عليه الصَّلاة والسَّلام.

شَارِك المَقَال