في الحقيقة تشهد الأوضاع الإنسانية تدهوراً مستمراً في عموم سوريا وفي مناطق شمال غرب سوريا على وجه الخصوص. وهذا الأمر من شأنه قيادة المنطقة لأزمة إنسانية قد تنتهي بمجاعة حقيقية ما لم يتم التحرك الدولي للتخفيف منها والحد من آثارها الكارثية.
بصفة عامة تدل غالبية المؤشرات الاقتصادية في شمال غرب سوريا على أن التدهور بلغ مرحلة حرجة. حيث سجَّلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً بنسبة 400% خلال الربع الثالث من العام الحالي. والمحروقات ارتفعت بنسبة 350% والخبز بنسبة 300%.
أما فيما يتعلق بمعدلات الفقر فقد ارتفعت نسبته إلى 90%. بالإضافة إلى أن 89% من سكان المخيمات استغنوا عن وجبة رئيسة. فضلاً غن غير ذلك من المؤشرات التي تُوضّح فداحة الوضع الإنساني والتي من شأنها التهديد بكارثة إنسانية حقيقية.
في الواقع تتعدد الأسباب المؤدية إلى هذا التدهور في المؤشرات الإنسانية والاقتصادية في سوريا. ومن أهم هذه الأسباب تراجع الاهتمام الدولي بالقضية السورية. وهو ما انعكس سلباً على الدعم المالي المقدَّم للمنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة في شمال غرب سوريا. الأمر الذي أدَّى إلى انخفاض فاعليتها وعمق وصولها الأفقي والعمودي.
كذلك من أسباب تدهور المؤشرات الإنسانية والاقتصادية في سوريا: تراجع مستوى الدخل المنخفض أساساً. بسبب عدم الاستقرار النقدي الناتج عن التراجع المستمر في قيمة الليرة التركية التي تُعتبر من العملات الرئيسة للتداول في المنطقة.