الاستفتاء الذي تم إجراؤه اليوم في فنزويلا. وأقر بأحقية الأخيرة في منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط. فتح جبهة صراع جديدة ضد الولايات المتحدة. وشركات النفط. وبالأخص شركة إكسون موبيل التي تنقب عن النفط بالمنطقة.
تبلغ مساحة إقليم إيسيكويبو 160 ألف كيلو متر مربع. وهو ما يمثل أكثر من ثلثي مساحة جيانا. ويشكل عدد سكانها البالغ 125 ألف نسمة. ما يعادل 20% إجمالي سكان جيانا. ويمتلك الإقليم احتياطيات نفطية تعادل احتياطيات النفط في الكويت. صاحبة أعلى احتياطي للنفط في العالم. والذي يقدر بـ 100 مليار برميل.
في الحقيقة الخلاف بين جيانا وفنزويلا حول الإقليم يعود للحقبة الاستعمارية. حيث تؤكد كاراكاس أن نهر إيسيكويبو هو الحدود الطبيعية بين البلدين. كما كان عام 1777م تحت الحكم الإسباني. وأن بريطانيا استولت بشكل خاطئ عليها في القرن الـ19. وتؤكد جيانا أن الحدود تم ترسيمها في ظل الاستعمار البريطاني. وتم تأكيدها في عام 1899م من قبل محكمة العدل.
لكن الأزمة الاقتصادية التي تواجه فنزويلا. واكتشافات النفط في الإقليم. وانتشار مقاطع الفيديو التي أشارت إلى أن بعض مواطني جيانا يفضلون أن يكونوا تحت الحكم الفنزويلي. أثار الأزمة من جديد. ودفع حكومة كاراكاس إلى إجراء الاستفتاء بهدف تعزيز موقفها في طلب ضم الإقليم.
بالطبع يمثل هذا الاستفتاء ونتائجه التي جاءت لصالح ضم الإقليم لفنزويلا خطوةً أولى نحو صراع سياسي قد يتطور لصدام عسكري. خاصةً إذا تدخلت الولايات المتحدة لمنع تنفيذ نتائج الاستفتاء. وهي صاحبة المصلحة الاقتصادية الأكبر في المنطقة والعداء التاريخي مع فنزويلا.
في الواقع ملامح الحرب ظهرت في قيام رئيس جويانا بزيارة المنطقة المتنازع عليها. ورفع العلم الوطني عليها. مع تحركات للقوات العسكرية في المنطقة واستعراض القوة في كلا البلدين. وعقد لقاءات أمنية بين مسؤولين أمريكان ونظرائهم من جيانا.
كما أعلن مسؤولون عسكريون فنزويليون أن بلادهم تتخذ إجراءات ملموسة لبناء مهبط طائرات ليكون بمثابة نقطة دعم لوجستي للتنمية المتكاملة لإيسيكويبو. في المقابل بدأت جيانا في دراسة الحاجة إلى استضافة قواعد عسكرية أجنبية.
في النهاية وعلى الرغم من أن فنزويلا ستكون لها اليد العليا في حالة الحرب. فإن تكاليف الغزو ستكون باهظة. خاصةً إذا تدخلت الولايات المتحدة. المشغولة حالياً بدعم أوكرانيا وإسرائيل. فهل تتطور الأوضاع لحرب جديدة في أمريكا اللاتينية؟ أم تكتفي الولايات المتحدة بعملية الردع؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.