قبل نَقْد التعرفة الجمركية الجديدة أو تأييدها لا بد أن نُقارنها بالسابقة، هل هي بالفعل ارتفعت أم انخفضت. وما هي السلع التي بالفعل تمَّ رَفْع رسومها الجمركية، وما هي التي تم تخفيضها. فالانتقاد أو التأييد يجب أن يكون على بيِّنة وبالدليل.
غالبية السِّلع المرتبطة بإعادة الإعمار تم تخفيض رسومها، وبعضها تم إعفاؤها بالكامل. سابقاً كان الرسم الجمركي على الحديد في سوريا خلال عهد النظام البائد يصل إلى 200 دولار للطن. حالياً يبلغ 5 دولارات فقط. يعني تم تخفيضه بشكل كبير جداً. وبالنسبة للموادّ الغذائية مثل الزيوت النباتية أيضاً تم تخفيضها من 65 دولاراً إلى 40 دولاراً للطن. اللحوم بمختلف أنواعها تم تخفيض الرسوم عليها بنسبة تتجاوز 50%.
عموماً، تأليب الشارع على الحكومة لا يَصُبّ في مصلحة لا الدولة ولا المجتمع؛ فالرُّسوم لا تُضيِّق على الناس، جزء كبير من السلع تم تخفيض رسومها بنسبة كبيرة.
كما أن التعرفة الجديدة تبلغ ما يقارب 200 صفحة، وتشمل حوالي 6 آلاف سلعة. ولكن بعد صدورها بساعات قليلة بدأ الانتقاد الحادّ لها، والسؤال هنا: هل بالفعل خلال هذه الساعات القليلة تمكَّن المُنتقدون من دراسة 200 صفحة، ومقارنتها بالسابقة، ومعرفة أنها ارتفعت، أم أن هناك اتجاهًا للنقد، بغضّ النظر عن دقَّة المعلومات؟!
لا يمكن تأييد الحكومة على الخطأ، وفي المقابل أيضاً لا يمكن نَقْدها بدون بيّنة، بعض الأخبار المتداولة تقول بأن الأسعار في الأسواق ارتفعت نسبة 500%. وهذا غير ممكن أبداً؛ لأن هذا يعني أن الرسوم بلغت آلاف الدولارات، المعلومة غير الصحيحة لا تخدم إلا أعداء الدولة. الخبر يجب نَشْره، لكن بعد التأكُّد من صحّته؛ لأن الخبر والمعلومة أمانة، وليست أداةً لركوب الترند.