أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى تأثير واضح على الحرب الروسية الأوكرانية. حيث حوّل الأنظار والاهتمام العالمي بعيداً عن الحرب في أوكرانيا. وهو ما يؤدي إلى تقليص المساعدات الاقتصادية والعسكرية والإعلامية والسياسية لأوكرانيا. ومن ثم يفسح المجال أمام تمدد الحملة العسكرية الروسية.
اشتكت أوكرانيا مؤخراً من انخفاض الإمدادات التي تحصل عليها من قذائف المدفعية من عيار 155 ملم. التي تُستخدم على نطاق واسع عند خطوط الجبهتين الشرقية والجنوبية في أوكرانيا. في المقابل زودت كوريا الشمالية روسيا بمليون قذيفة مدفعية. بالإضافة إلى خبرة موسكو في مجال الأقمار الاصطناعية.
كما ساعد فشل الهجوم المضاد الذي شنّته أوكرانيا هذا العام في طرد القوات الروسية المتمركزة جنوب وشرق البلاد. في مزيد من التجاهل الغربي للأزمة. وعدم ضخ حلفائها الغربيين مساعدات عسكرية أكبر.
أما على المستوى السياسي فقد أدى الهجوم البربري الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تضييق الخيارات الدبلوماسية لأوكرانيا. خاصةً في الحصول على الإدانة الدولية لتصرفات موسكو. فزيلنسكي يريد أن يُظهر انحيازه لموقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل. لكنه يريد أيضاً تجنب تنفير دول كبرى بالعالم العربي مثل المملكة العربية السعودية.
بل إن محاولة أوكرانيا لتشبيه نفسها بإسرائيل التي تدافع عن نفسها ضد هجمات حماس. سرعان ما تم استبداله ببيانات تؤكد فيها أهمية منع وقوع إصابات في صفوف المدنيين. بعد العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع. وهو الأمر الذي اشتكت منه مراراً وتكراراً من روسيا.
وبالنسبة لواشنطن أكبر داعم لأوكرانيا بمساعدات أمنية تجاوزت 44.2 مليار دولار. فالأمر معقد. فحرب غزة فتحت جبهةً جديدةً ضدها. يتطلب معها توفير المساعدة العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا وإسرائيل في وقت واحد. ولا يزال الكونجرس عاجزاً عن التوافق عن الموافقة على تمويل جديد لكييف.
هذه الخسائر العسكرية والسياسية التي أصابت المعسكر الأوكراني. ساعدت روسيا في استمرار صمودها أمام الهجوم الأوكراني المضاد. والتشبث بالمكاسب التي حققتها خلال الـ21 شهراً الماضية. والتمسك بالتسوية السياسية التي تريدها للأوضاع في أوكرانيا. والمتمثلة في الاعتراف بسيادتها على منطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم.