تعد المقاطعة الشعبية العربية ضد الشركات الداعمة لإسرائيل أحد أشكال المقاومة الاقتصادية. وعلى الرغم من ضعف تأثيرها النسبي أمام الدعم الأمريكي الهائل. إلا أنها موقف أخلاقي قبل أن يكون موقفاً اقتصادياً. وبالإضافة للأثر الاقتصادي فهي موقف سياسي من الداعمين للاحتلال.
تركزت حملات المقاطعة العربية خاصةً في الأردن ومصر على العلامة التجارية ماكدونالدز. والتي أشعلت غضب المستهلك العربي بعد أن قدمت تبرعات غذائية وخصومات للجنود الإسرائيليين. وشملت قائمة المقاطعة سلسلة مقاهي ستاربكس وكنتاكي وبيتزا هت وهارديز وبرجر كنج وبابا جونز ودومينوز. بالإضافة إلى المنتجات الفرنسية مثل أسواق كارفور.
في الحقيقة أثرت حملة المقاطعة الشعبية على أسهم الشركات التي تقدم تبرعات كبيرة لإسرائيل. فانخفضت أسهم شركة بيبسيكو التي تمتلك علامات تجارية مثل بيبسي وشيبسي ودانكن دونتس إلى أدنى مستوًى لها منذ نوفمبر 2021م. كما انخفضت قيمة أسهم شركة ديزني والت ديزني بنسبة 0.59%.
كما تراجعت أسهم ماكدونالدز إلى أدنى مستوًى لها منذ أكتوبر 2022م. وتأثرت أسهم ستاربكس أيضاً بحملة المقاطعة. حيث انخفضت أسهم ستاربكس إلى 91,4 دولاراً للسهم الواحد في 12 أكتوبر. وهو أدنى سعر منذ بدء المقاطعة.
من جهة أخرى شهدت أسهم Netflix أيضاً بعض التقلبات بسبب حملة المقاطعة. حيث وصل سعر الأسهم لأدنى سعر لها منذ مايو 2023م في 18 أكتوبر. كما اتجهت أسهم كنتاكي بشكل هبوطي حاد منذ بدء المقاطعة. ليسجل أدنى سعر له منذ مايو 2023م.
كما شهدت العديد من العلامات التجارية عزوفاً كبيراً من جانب المستهلكين. حيث أصبحت خاليةً تقريباً من العملاء. حتى في أوقات الذروة مثل عطلات نهاية الأسبوع. وبالفعل تم إغلاق فرعي بورا فيدا ميامي. وهو مقهى أمريكي وشركة المعجنات الفرنسية ميتر تشو في قطر.
بالإضافة إلى ذلك تراجعت مبيعات شركة “أديداس” في السعودية بنسبة 20%. وأعلنت شركة “نستله” عن وقف استثماراتها في المستوطنات الإسرائيلية بعد إطلاق حملة مقاطعة ضدها.
يتضح تأثير حملات المقاطعة من خلال سعي الشركات لإعادة جذب زبائنها. إما من خلال العروض السعرية. أو من خلال تبني مواقف داعمة للفلسطينيين. فبعض الشركات التي تم مقاطعة منتجاتها أعلنت عن تبرعات للفلسطينيين. فشركة ماكدونالدز السعودية أعلنت عن تبرعها بـمليوني ريال (533,000 دولار) لدعم جهود الإغاثة في غزة.
كما تبرعت ماكدونالدز مصر بـ20 مليون جنيه (500 ألف دولار). وكارفور مصر بـ30 مليون جنيه (750 ألف دولار). كما تعهدت شركة ماكدونالدز الكويت بتقديم أكثر من 160 ألف دولار لجهود الإغاثة في غزة. وشركة ماكدونالدز قطر بمبلغ 275 ألف دولار. لكن هذه التبرعات لم توقف دعوات المقاطعة.
في الحقيقة أدت حملة المقاطعة إلى تحقيق المنتجات المحلية المزيد من الأرباح. وكان أبرز تلك المنتجات: شركة المشروبات الغازية المصرية سبيرو سباتس. والتي ارتفعت مبيعاتها بنسبة 350% خلال الأسابيع القليلة الماضية. كما استقبلت أكثر من 150 ألف طلب توظيف جديد.
في الواقع قد يكون تأثير حملات المقاطعة العربية ضد الشركات الداعمة لإسرائيل محدوداً أمام الدعم الأمريكي. لكن هذه المقاطعة هي واجب أخلاقي وموقف إنساني. كما أنها تصريح ضمني برفض السياسات الداعمة للاحتلال.