تشير العديد من الدلائل إلى قرب هجوم أوكراني مضاد. وهذا الهجوم -في حال تم- سيكون الصراع الأقوى. فالخسارة به ستعني خسارة أوكرانيا الدعم الدولي. أما النصر به فسيعني بداية نهاية الحرب إما عسكرياً أو دبلوماسياً.
المؤشر الأول: انسحاب قوات فاغنر من مواقعها لصالح القوات الروسية. وقوات الجيش الروسي أقل قدرةً ومهارةً في حرب المدن مقارنةً بقوات فاغنر. المؤشر الثاني: تصريحات قادة الجيش الأوكراني التي تشير لقرب الهجوم. المؤشر الثالث: نقص الذخيرة الروسية بنسبة 10 – 15% عما تحتاجه القوات بالفعل مقابل زيادته على الجانب الأوكراني.
المؤشر الرابع: تشكيل القوات الأوكرانية 8 ألوية جديدة. يضم كل لواء خمسة آلاف مقاتل. بإجمالي يصل إلى 40 ألف جندي تم تدريبهم على مدار شهر تقريبًا قبل المشاركة في القتال.
المؤشر الخامس: تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية أمريكية. على رأسها طائرات F16. والتي تشكل دعمًا لسلاح الجو الأوكراني. والذي تتفوق به موسكو بشكل واضح. وهذا التسليح النوعي يشير بدوره إلى اقتراب الهجوم المرتقب.
قد لا يتمكن الهجوم الأوكراني المضاد من استعادة كل الأراضي التي تسيطر عليها موسكو. لكن من شأنه تغيير خريطة السيطرة. وأولى الأهداف إثبات أوكرانيا للغرب بأنها تستحق الدعم المستمر.
ثاني الأهداف: كسر الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم. وقطع خطوط الإمداد للقوات الروسية في منطقة زابوروجي. وعزل القواعد الروسية في شبه الجزيرة.
الهدف الثالث: استعادة السيطرة على مرافق البنية التحتية الحيوية. بما في ذلك محطة الطاقة النووية زابوروجي. أكبر محطة للطاقة الذرية في أوروبا. ومحطة كاخوفكا الكهرومائية في منطقة خيرسون.
الهدف الرابع: دفع موسكو لقبول الجلوس على طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة. ودعم الجهود الدبلوماسية الصينية. فالحل الدبلوماسي للصراع لن ينضج بدون توازن في القوى والسيطرة. وتوفر ضغط عسكري فعال على روسيا.
يتوقف توقيت الهجوم على أكثر من عامل. الأول: الحصول على كامل الأسلحة والتدريب المتفق عليه مع الشركاء الغربيين. بالإضافة إلى تحسن الطقس والظروف الجوية بسبب الأرض الرطبة بشكل غير معتاد على طول الخطوط الأمامية للجبهة.
يشير تعهد قائد قوات فاغنر يفغيني بريغوجين بنقل السيطرة على باخموت وعدد من المناطق إلى الجيش الروسي بحلول الأول من يونيو. إلى إمكانية بدء الهجوم في هذا الموعد. قبل إعادة تجميع القوات الروسية صفوفها من جديد.
لن يكون الهجوم الأوكراني المضاد سهلًا. وهنا تراهن كييف على دفع القوات الروسية على التراجع ولو بشكل بسيط. فخلال التراجع أظهر الجيش الروسي ضعفاً في مهارات التراجع المنظم. فتراجع بسيط للقوات الروسية من شأنه تمكين الجيش الأوكراني من استغلاله بشكل جيد وتطوير الهجوم.
تتمثل نقطة القوة الرئيسة لروسيا في حقول الألغام والخنادق. وهذا لا يعني أن أوكرانيا لا تستطيع كسر الخطوط الروسية. لكن الهجمات السابقة تشير إلى أن أوكرانيا تواجه تحديات في الحفاظ على زخم الانتصار بعد تحقيق اختراق.
نقطة أخرى قد تلجأ إليها روسيا في حالة نجاح الهجوم الأوكراني المضاد. وهو التلويح باستخدام السلاح النووي. وتحديدًا محطة زابوريزهيا التي تسيطر عليها موسكو.
في حال فشل الهجوم قد تفقد كييف المساعدة العسكرية الدولية أو تواجه ضغوطًا جديدة للتعامل مع موسكو على طاولة المفاوضات. ومن شبه المؤكد أن مثل هذه المحادثات ستشمل مطالب روسية بالتفاوض بشأن التنازل عن أراض أوكرانية.
في المقابل يؤدي النجاح لحشد المزيد من الدعم للأسلحة الغربية التي تحتاجها أوكرانيا لمواصلة القتال. والتعجيل بالحلول الدبلوماسية وفقًا للرؤية الأوكرانية.