شَارِك المَقَال

“الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تشبه محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية”. تصريحات حادة من قبل الرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا”. بدأت بهجوم متبادل بالتصريحات. وانتهت بسحب السفير البرازيلي من إسرائيل. مما يعد خسارةً سياسية وإستراتيجية لتل أبيب.

جدير بالذكر أن العديد من دول أمريكا الجنوبية تتخذ موقفاً صارماً من الإبادة الإسرائيلية. حيث أعلنت كل من شيلي وكولومبيا وهندوراس سحب سفرائها من تل أبيب. فيما قطعت بوليفيا علاقتها تماماً بالكيان الصهيوني. وهو ما يتوقع أن يكون له آثار سلبية شديدة على إسرائيل سياسياً واقتصادياً.

الآثار السياسية والاقتصادية والإستراتيجية لمقاطعة إسرائيل

على المستوى السياسي تتزايد عزلة إسرائيل على المستوى الدولي. وبشكل عام تعد قضية الاعتراف الدولي بإسرائيل قضيةً حساسةً جداً لتل أبيب. فأي دولة تقطع علاقاتها أو تسحب سفيرها منها يمكن وصفه بالنكسة السياسية.

أما على المستوى الاقتصادي فلا شك أن العلاقات المتوترة بين إسرائيل والعديد من دول أمريكا اللاتينية ستؤثر على مستوى التبادل التجاري بين الطرفين. حيث بلغ إجمالي التجارة بين إسرائيل وأمريكا اللاتينية 6 مليارات دولار في عام 2022م. من جهة أخرى بلغت قيمة مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لأمريكا اللاتينية 381 مليون دولار. وكانت البرازيل أكبر مشتر لاتيني بقيمة 60 مليون دولار.

على المستوى الاقتصادي أيضاً تشير الأزمة إلى تأثير سلبي على تبادل منتجات الاستخبارات السيبرانية. والتي تمثل 6% من صادرات الدفاع الإسرائيلية. حيث دفعت المكسيك ما يقدر بنحو 61 مليون دولار منذ عام 2011م مقابل برنامج المراقبة الإسرائيلي بيجاسوس.

إضافةً إلى ذلك من المتوقع أن تؤثر العلاقة السيئة بين إسرائيل وأمريكا اللاتينية على مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لبعض الدول في القارة. مثل كولومبيا. والتي علّقت استيراد المنتجات الدفاعية من إسرائيل وقطعت التعاون الأمني معها. بعد أن بلغت حجم المبيعات 101 مليون دولار.

أما على المستوى الإستراتيجي -والذي يعد الأخطر- فيعد تشبيه الحرب الإسرائيلية على غزة بالمحرقة اليهودية تحدياً خطيراً لتل أبيب. والتي سعت خلال عقود طويلة لتسويق فكرة الهولوكوست. وضمان اعتراف دولي بها. ولكن تصريحات الرئيس البرازيلي أعادت الأمور للمربع الأول.

في النهاية تتصاعد الخسائر الإسرائيلية السياسية والإستراتيجية نتيجة حربها على غزة. فمن دول أمريكا اللاتينية إلى جنوب إفريقيا. مروراً بسحب الاتحاد الإفريقي صفة مراقب من إسرائيل. كل هذه المؤشرات تشير إلى واقع سياسي وإستراتيجي ضاغط تمر به دولة الاحتلال.

شَارِك المَقَال