شَارِك المَقَال

يرتفع الطلب على الغاز في أوروبا في فصل الشتاء بشكل حاد نتيجة الاعتماد عليه في التدفئة. وهو ما يضعها في موقف صعب لا سيما في ظل الضغوط الروسية المتواصلة والتهديد بالقطع التام للتوريدات. وبالتالي فإن قدرة أوروبا على تجاوز فصل الشتاء تعد قضية حاسمة لا سيما أنها تأخذ أبعاداً سياسية.

 

من جهة أخرى أعلنت أوروبا سابقاً أنها تستهدف تخزين 80% من الطاقة الاستيعابية الكاملة قبل فصل الشتاء. وبالفعل نجحت في ذلك. وبعض الدول فاقت المستوى المعلن. فألمانيا حققت مستوى تخزين بلغ 84%. وتعد هذه المؤشرات جيدة نسبياً.

 

إلا أنه وفي ظل الطلب المتوقع على الغاز فإن مستويات التخزين لن تتمكن من تلبية الطلب إلا لثلاثة أشهر فقط. وهذا ما يعقّد الأمر. وسيناريوهات الحل تقوم على تخفيض الطلب على الغاز بنسبة 9% في ذروة الطلب. من خلال عدة أدوات منها: فرض ضرائب مرتفعة تصل إلى 33% على أرباح الشركات التي تعتمد على الغاز كحامل طاقة رئيس.

 

من الحلول أيضاً: الاعتماد على مصادر بديلة للغاز الروسي. وإن كانت لا تتمكن من تعويض كامل الإمدادات الروسية. لكنها تخفف من العجز. كالاعتماد على الجزائر والنرويج. في ذات الوقت تراهن أوروبا على عدم قدرة روسيا على الصمود في ظل تراجع إيراداتها من بيع الغاز. مما قد يضطرها لفتح جزئي للصادرات إلى أوروبا.

 

في النهاية إن قدرة أوروبا على تجاوز فصل الشتاء محكومة بعدة عوامل. منها: المستوى المتوقع لانخفاض درجات الحرارة. وقدرة روسيا على تحمل تراجع إيراداتها المالية من بيع الغاز. ومدى وجود بدائل وإن كانت جزئية للغاز الروسي.

 

شَارِك المَقَال