نمو الاقتصاد الصيني في الربع الأخير من عام 2023م بنسبة 5.2% على أساس سنوي. بانخفاض 0.1% عن التوقعات. أثار العديد من التداعيات على سوق النفط والدولار وأسعار الذهب. فما أبرز تلك التداعيات؟
في الواقع تعد الصين أكبر مستهلك لخام النفط في العالم. وانخفاض نموها الاقتصادي عن المتوقع يثير المخاوف بشأن زيادات الطلب في المستقبل. وهو ما أدى إلى انخفاض العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي بنسبة 0.7% إلى 77.71 دولار للبرميل. فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.8% إلى 71.79 دولار للبرميل.
هذا التراجع لم يصل لذروته بسبب قوى الضغط المقابلة لأسعار النفط والمتمثلة في الصراعات البحرية والجوية المستمرة في البحر الأحمر. والتي زادت المخاوف من اضطرار الناقلات إلى تغيير مسارها لتجنب المنطقة. ومن ثم زيادة التكاليف ومقدار الوقت اللازم للتسليم.
لكن في مقابل هذا الانخفاض في أسعار النفط نجد ارتفاعاً واضحاً لأسعار الذهب. مدفوعة بانخفاض النمو الاقتصادي الصيني عن المتوقع. ومن ثم لجوء المستثمرين لملاذ آمن على المدى الطويل.
أما على المدى القصير فقد أسهم أداء الذهب المتفوق مقارنةً بالأصول الرئيسية الأخرى في جذب العديد من المستثمرين. حيث ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق العالمية لتتجاوز حاجز 2050 دولاراً للأوقية الواحدة في العقود الآجلة.
في الحقيقة لقد أثرت قوة الدولار على شهية المستثمرين للمخاطرة. خاصةً مع تباطؤ النمو في الصين وانخفاض قيمة الرنمينبي مقابل ارتفاع قيمة العملات الأخرى. وأبرزها الدولار الذي واصل صعوده مدفوعاً بانحسار آمال خفض الفائدة بعد تصريحات أحد مسؤولي الفيدرالي بعدم التعجل في قرارات الانخفاض. ليصل مؤشر الدولار أمام سلة العملات الرئيسية إلى 103.42 نقطة في أعلى مستوًى له منذ منتصف ديسمبر الماضي.