#مايكل_روس في كتابه #نِقْمَة_النَّفْط، كيف تُؤَثِّر الثَّرْوة النَّفْطيَّة على نُمُوّ الأُمَم؛ بذلَ جُهدًا كبيرًا في جَمْع ودراسة قواعد بيانات #الطّاقة ( #النَّفط و #الغاز) من مائة وسبعين دولةً حول العالَم، ثمّ قام بإجراء دراسة تحليليَّة لهذه البيانات؛ حتى أصبح كتابه مرجعًا بشؤون #الطَّاقة
تَوَصَّل المُؤَلِّف إلى أنَّه منذ عام 1980م أصبحت #الدُّوَل_النَّامِية الَّتِي لا تمتلك ثروات نفطيَّة أكثر ثراءً وأكثر ديمقراطيَّة وأكثر سلاماً. أمَّا #الدُّوَل_النَّفطيَّة فأصبحت أسوأ حالاً ممَّا كانت عليه قبل ثلاثة عقودٍ مَضَت.
على سبيل المثال: فقد تراجَع دَخْل الفَرْد في دُوَلٍ نفطيَّةٍ كثيرةٍ؛ كما حدَث في #فنزويلا و #العراق و #الجابون وغيرها، مع مُعَانَاة كثيرٍ جرَّاء حروب ونزاعاتٍ خارجيَّة أو صراعات أهليَّة، كما في #الجزائر و #أنجولا و #كولومبيا و #نيجيريا و #السودان و #العراق.
#نِقْمَة_النَّفْط تسبَّبت في زيادة احتمالات خُضُوع #الدُّوَل_النَّامِيةالمُصَدِّرَة للطَّاقَة إلى الاستبداد وإعاقة مسار #الديمقراطيَّة، والمُعانَاة جرَّاء الحروب الأهليَّة، والتأثير على الأُسْرَة، وقلَّة حصول المرأة على حقوقها السِّيَاسِيَّة والاقْتِصَادِيَّة.
في المقابل تُوجَد دُوَل نفطيَّة كبرى لا تعاني من هذه الظواهر، فبُلدان مثل #النرويج و #كندا و #بريطانيا و #الولايات_المتَّحدة_الأمريكيَّة، تملك دُخَولاً مرتَفِعة ومؤسَّسات ديمقراطيَّة راسخة، وتستخرج الكثير من #النَّفط ولا تعاني إلّا القليل من التأثيرات السلبيَّة.
أكَّد كثيرٌ من الفلاسفة الغربيِّينَ منهم #آدم_سميث على أنَّ الأمم تتشكَّل بقُوَّة وَفْق جغرافيّتها، وأشاروا إلى أنَّ الظروف الجغرافيَّة المواتية قد يكون لها عواقب غير مرغوب فيها. ويمكن ل #نعمة_النَّفْط أن تؤطِّر بقُوَّة للتقدُّم الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسيّ أو العكس.
يقول المؤلِّف إنّ المشكلة تَكمُن في #الدُّوَل_النَّامية منخفضة ومتوسِّطة الدَّخْل؛ وأنَّ البلدان النَّامية ذات الاحتياجات الأكثر إلحاحاً هي ذاتها الأقلّ احتمالاً في الاستفادة من ثرواتها الجيولوجيَّة من النَّفْط والغاز.
قد لا يرجع عدم استفادة #الدُّوَل_النَّامية من ثرواتها النَّفطيَّة فقط إلى التَّدخلات الأجنبيَّة في البلدان المنْتِجَة للنّفط، فعلى سبيل المثال فإنَّ #الولايات_المتَّحدة كان احتمال غزوها بلاداً بلا نَفْط #أفغانستان فيها قائماً على قدم المساواة مع بلاد ينتج فيها النَّفطـ #العراق
يَخْلُص #مايكل_روس في تفسيره للعلاقة بين المواطنين والحكومة في الدُّوَل المنتِجَة للنَّفط، بأنَّه عندما تُمَوَّل الحكومات عبر فَرْضها ضرائب تُصبِح أكثر تقيُّداً ومُراقَبَة مِن قِبَل مواطنيها؛ لكن عندما تُمَوَّل من عائدات #النَّفْط، تصبح أقلّ عُرضَة للضُّغوط العامَّة.
يعزو معظم علماء الاجتماع #لعنةَ_النَّفْط إلى حُكومات الدُّوَل المُنْتِجة للنَّفْط؛ بسبب ضَعْف الأداء الاقتصادِيّ، وغياب الدّيمقراطيَّة، والحروب الأهليَّة المتكَرّرة، وانعدام المساواة والسَّيَاسات قصيرة النَّظر، ومُؤسَّسات الدَّولة الَّتِي جرى إضعافها عَمْداً.
تَناولَ المؤلّف كذلك السِّمات الاقْتِصَادِيَّة لصناعة #النَّفْط وتحوُّلها إلى ملكيَّة الحكومات؛ بسبب طبيعة صناعة #النَّفْط الّتي تحتاج إلى أموال ضخمة للاستثمار على التَّنقيب، والأرباح الضخمة للنَّفْط، وتأثير استخراج النَّفْط على التِّجارة والأعمال.
في الستينيَّات والسبعينيَّات زادت هذه التأثيرات بسبب ضَعْف قُوَّة الشَّركات العالميَّة، والاتِّجاه إلى التأميم وظهور #منظمة_أوبك، وزيادة قبضة الدُّوَل المُصدِّرة للنَّفْط على #مصادر_النَّفْط، لذلك زادت نقمة #الموارد في حقبة الثمانينيَّات من القرن العشرين دون غيرها.
تآكلت #الديمقراطيَّة في #الدُّوَل_النَّامية رَغْم ثرواتها النَّفطيَّة، وتمَّ استخدام أموال #النَّفْط والغاز في اللُّعبة السِّيَاسِيَّة وتعميق الاستبداد، وتغوُّل السُّلطة واستشراء الفساد في بلاد تُنْتِج النَّفْط مثل #أذربيجان و #نيجيريا و #إيران و #فنزويلا
تناول المُؤَلِّف تجربة #روسيا النَّفطيَّة بعد #الاتِّحاد_السوفييتي، وكيف أطالت عائدات النَّفْط أمَدU الحُكْم في #الاتِّحاد_السوفييتي، فبمجرَّد عودة صناعة النَّفْط الرُّوسيَّة لاستعادة عافِيَتها في العام 2000م، بدأت #الديمقراطيَّة في التَّدهور.
أشار المُؤَلِّف إلى أنَّ الثَّروات النَّفْطيَّة قد تسهم في زيادة احتمالات نشوب الحروب الأهليَّة في الدُّوَل المُنتِجَة للنَّفْط مثل أنغولا وكولومبيا ونيجيريا والسودان؛ بسبب رغبة الأقليَّات المحرومة من حقوقها في مزيدٍ من العائدات النَّفْطية.
تناول المُؤَلِّف كذلك سُوء وضعف إدارة حكومات #الدُّوَل_النَّامية المُنْتِجَة للنَّفْط والغاز لعائداتها الماليَّة، وضَعْف انعكاساتها الاقْتِصَادِيَّة على الشعوب، وضَعْف الفاعليَّة الإداريَّة، واستشراء الفساد، وتقويض سيادة القانون.