بعد أن وصل سعر البيتكوين أشهر العملات المشفرة إلى أعلى مستوى له بالتاريخ في نوفمبر الماضي انخفضت قيمته بنحو 70٪. لتصل إلى 19 ألف دولار. مع انخفاض باقي المنافسين بنفس النسبة تقريباً. كما قامت أكبر شركة تشفير بالولايات المتحدة بتسريح موظفيها. والسؤال هنا: ما أسباب تراجع البيتكوين؟
لهذا الانهيار السريع والمفاجئ عدة أسباب. الأول أن العملات المشفرة تأثرت بنفس العوامل التي تؤثر على الأسهم والأصول الأخرى. فمع قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بمقدار0.75 نقطة. مع إشارة لانخفاض جديد في اجتماع يوليو للحد من ارتفاع التضخم. وهو ما أدّى لانخفاض الأسهم الأمريكية بشكل كبير.
السبب الثاني أن من بين الأسهم المنخفضة أسهم شركات التكنولوجيا الداعمة للبيتكوين. وهذا يعني أن البيتكوين وغيره من العملات الرقمية لا يمكن أن يكون “وسيلة للتحوط من التضخم”. بل هي إلى حد كبير أصول مالية مُضارَبة تخضع لقوى الاقتصاد الكلي مثل التغيرات في أسعار الفائدة.
السبب الثالث أن الانخفاضات الحادة في العملات المشفرة أدت إلى مشكلات كبيرة لدى بعض الشركات المتعاملة بها. حيث أوقفت شركة كيلسيوس التي تمثل بنك العملات الرقمية العالمي عمليات السحب لأنها تواجه مشاكل مالية. وهو ما هدم الثقة أكثر وأكثر في سوق العملات المشفرة وساهم في تسارع الانهيار.
بالإضافة إلى ذلك فإن ثقة سوق الأعمال بالعملات الرقمية يشهد تراجعاً واضحاً. فتصريح محافظ بنك إنجلترا BOE بأن العملات الرقمية ليس لها قيمة حقيقية. وأن الأشخاص الذين يستثمرون بها يجب أن يكونوا مستعدين لخسارة أموالهم مستقبلاً. فهذه المواقف من مختصين ماليين كان لها أثر سلبي وواضح على قيمة البيتكوين وعلى ثقة كبار رجال الأعمال بهذه العملات.
في المقابل لا يزال بعض داعمي العملات المشفرة يعتقدون أن تلك الخسائر الفادحة سيتبعها صعود قوي كما حدث في الماضي. لكن المشهد الاقتصادي مختلف الآن. فمع استمرار الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة واستمرار التضخم من المحتمل وقوع المزيد من الخسائر بجميع الأسواق بما فيها العملات المشفرة.