توفير حوامل الطاقة في سوريا يُعدّ خطوة مُهمَّة لإنعاش الاقتصاد، ولا يمكن الحديث عن دعم الإنتاج في ظل غياب حوامل الطاقة، وخاصةً الكهرباء. لذلك توريد مليونَي متر مكعب من الغاز يومياً من تركيا يُمثِّل نقلة مُهمّة نحو زيادة الإنتاج، وفتح الباب أمام تحسُّن في مؤشرات الدخل والتوظيف.
يعاني قطاعَا الصناعة والزراعة في سوريا من تحديات كبيرة، أبرزها قلة الكهرباء، ما يُعرقل النمو والإنتاج. لذا فإن تحسين إمدادات الطاقة يُعزّز جهود الحكومة في تحقيق التعافي الاقتصادي؛ من خلال استقرار سعر صرف الليرة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتخفيف الضغط على الاستيراد، ما يَخلق فُرَص عمل ويرفع مستويات الدخل.
الدعم التركي للطاقة يحمل آثاراً مباشرة تتمثّل بتوفير الكهرباء، ما يُحسّن مستوى الخدمات العامة، ويدعم نشاط المصانع والمنشآت. أما الآثار غير المباشرة فتظهر في تعزيز التفاؤل بقُرْب التعافي، وزيادة اهتمام بعض المستثمرين بالدخول إلى السوق السورية، في ظل مؤشّرات متزايدة على تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية.
من المؤشرات الإيجابية أيضاً أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي تتحرَّك في هذا الاتجاه؛ إذ بدأت قطر أيضاً باتخاذ خطوات لدعم قطاع الطاقة في سوريا، من خلال توريد مليوني متر مكعب من الغاز يومياً، بالإضافة إلى 400 ميغا واط من الكهرباء، ما يُعزّز فرص الاستقرار والانتعاش الاقتصادي في المدى القريب.