شَارِك المَقَال

في ظل تجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان ظهر الدعم الأمريكي لأرمينيا كمتغير جديد في هذا الصراع. فأرمينيا وطيلة عقود طويلة كانت تعد من الدول الدائرة في الفلك السوفييتي ولاحقاً الروسي. وترى موسكو في هذه المنطقة عمقاً استراتيجياً لها. لذلك سعت لقطع الطريق على أي دخول غربي لهذه المنطقة الحيوية.

 

خلال الحرب الأرمينية الآذرية الأخيرة ظهر الدعم الروسي متواضعاً لحليفتها أرمينيا. بينما تصاعد الدعم التركي لأذربيجان. وهو ما أدى لانتهاء الحرب لصالح أذربيجان. ومن مبررات التقاعس الروسي عن نصرة أرمينيا أن موسكو ترى في تركيا حليفاً أهم بدرجة كبيرة من أرمينيا. لذلك رأت أن تفسح الساحة لتركيا مقابل إبعاد أنقرة عن الغرب.

 

في ظل الابتعاد الروسي عن أرمينيا باتت الأخيرة تبحث عن حليف جديد وموثوق. وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة بدأت في اقتناص هذه الفرصة. فزيارة مسؤولين أمريكيين كبار لأرمينيا للمرة الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تعد مؤشراً مهماً على رغبة أمريكا في وضع نقطة ارتكاز سياسية في القوقاز. قد تتطور لاحقاً لعسكرية واقتصادية.

 

إن نجاح المسعى الأمريكي في جذب أرمينيا للمعسكر الغربي يعد نجاحاً استراتيجياً. خاصةً أنه قد يضمن تدفق الغاز لأوروبا وبالتالي تخفيف الضغط عن أوروبا. إضافةً لوضع نقطة ارتكاز أمريكية على الحدود الروسية. في المقابل من الممكن أن تستبدل روسيا أرمينيا بأذربيجان كحليف في القوقاز. وإن كان هذا الأمر يحتاج لفترة أطول لتبيان كيفية تغير خريطة التحالفات الاستراتيجية في القوقاز.

شَارِك المَقَال