مشاركة

الذهب معدن ثمين نادر، يكتسب قيمته من النُّدرة؛ حيث إنه نادر الوجود في الطبيعة، ولأنه يمتلك خواص فريدة، لا يصدأ ولا يتآكل مع الزمن. وهنا يُثار سؤال: هل الذهب الصيني الجديد يأخذ هذه الخواص الفريدة؟

 

الصين حصلت على براءة اختراع في تصنيع الذهب، لكن في الواقع هي لم تصنع شيئًا جديدًا، كل ما عملته هو معالجة جديدة للذهب بحيث يصير أكثر صلابة.

 

الذهب الصافي 24 قيراطًا هو معدن طريّ، لا يمكن صناعة الحُلِيّ منه، ولا يمكن استخدامه في الصناعة بسبب الطراوة.

 

كلّ ذهب الحُلِيّ من أساور وخواتم وغيرها يكون عيار 21 أو 18 قيراطًا، يعني لا يكون ذهبًا صافيًا، بل خليط من الذهب ومعادن أخرى مثل النحاس؛ حتى يصبح صلبًا ولا يتلف بسرعة.

 

الصين نجحت في حلّ هذه المشكلة، وجدت طريقة تجعل الذهب الصافي 24 قيراطًا أكثر صلابة، من خلال إضافة نسبة بسيطة جدًّا من موادّ كيمائية، ولهذا يمكن أن نرى بالأسواق أساور وخواتم عيار 24 قيراطًا، وأصبح يمكن استخدامه بالصناعة بشكل أكبر.

 

الاختراع الصيني لا يعني أبدًا وجود ذهب جديد، ولا كمية الذهب العالمية ستزداد، كل شيء يبقى كما هو، كل ما حدث هو تغيير في طرق الاستخدام، وهذا الاكتشاف ليس له أيّ تأثير على السعر العالمي للذهب.

 

في حال لو تم اكتشاف ذهب جديد، أو صناعة ذهب من مواد خام، سيتغير شكل النظام العالمي بالكامل، أول شيء يمكن يحدث أن الذهب سيفقد قيمته؛ لأنه فقد عامل الندرة، وصار متوافرًا بكثرة، وأي دولة تستطيع صناعة كميات هائلة منه، يعني صار مثل أيّ معدن آخر.

 

باختصار: الصين ما غيَّرت سوق الذهب، لكنَّها غيَّرت طريقة اللعب باستخداماته.

 

مشاركة