انتشر مصطلح “حرب الرقائق” بشكل واسع النطاق بين العديد من دول العالم. خاصةً في ظل التنافس الشديد بين الولايات المتحدة والصين على التفوق في هذا المجال بسبب تأثيره على الأمن القومي. وهو السبب الرئيس في مساعي الحكومة الأمريكية لإعادة تنظيم صناعة أشباه الموصلات العالمية. والسؤال هنا: ما هي حرب الرقائق؟ وكيف تؤثر على الأمن القومي؟ وما مستقبلها في 2024م؟
يتركز إنتاج أشباه الموصلات عالية التقنية (الرقائق) بشكل كبير في شمال شرق آسيا: كوريا الجنوبية وتايوان والصين. إلى درجة تعتبرها الولايات المتحدة مفرطة. حيث تشعر بالقلق من أن هذا الاعتماد المفرط سوف يتزايد بمرور الوقت. بسبب حصة الصين المتزايدة في إنتاج أشباه الموصلات.
من هنا برز مصطلح “حرب الرقائق” بين الولايات المتحدة والصين. حيث تسعى الأولى إلى تقليل أو تشتيت الاعتماد على الشركات الصينية لصناعة الرقائق. حيث قامت نيفيدا الأمريكية بالاعتماد على شركة TSMC التايوانية في غالبية إنتاجها من وحدات معالجة الرسومات.
لكن الاعتماد على تلك الشركة. التي تتحكم فيما لا يقل عن 85% من إنتاج الرقائق بحجم 10 نانومتر وما دون. يمثل مشكلةً كبيرةً للولايات المتحدة. حيث يصبح الوضع شبه احتكاري لمنتجات حساسة تدخل في صناعات مهمة وحيوية. مثل: أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى الاستخدام العسكري.
من جهة أخرى وبسبب المخاوف التايوانية من رد فعل أمريكي عنيف وإمكانية “تعديل” قسري لاحتكارها. قررت “تايبيه” إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة داخل البلاد فقط. مع الالتزام باستثمار أكثر من 40 مليار دولار في مدينة فينيكس الأمريكية.
كما تقوم شركة سامسونج ومقرها في كوريا الجنوبية أيضاً ببناء تسعة مصانع جديدة في تكساس. حيث سيقوم عدد منها بتصنيع أشباه موصلات الذاكرة. لذا فإن حصتها من إنتاج أشباه الموصلات ذات الذاكرة في الولايات المتحدة تظل آمنة نسبياً في مواجهة القيود الأمريكية.
أما بالنسبة للصين فتستخدم الرقائق بشكل رئيس للأغراض العسكرية. فجيش التحرير الشعبي الصيني كان حتى وقت قريب أكبر مستورد مؤسسي لوحدات معالجة الرسوميات. حيث يقوم باستخدامها في مسرعات الذكاء الاصطناعي في الطائرات العسكرية بدون طيار. فضلاً عن استخدامها في التحكم بالأنظمة الصاروخية المتقدمة.
في النهاية من المتوقع أن يكون عام 2024م لحظةً أكثر أهمية في ضوء المعركة العالمية من أجل هيمنة التكنولوجيا المتقدمة. خاصةً في ظل أحداث سياسية ساخنة مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية والانتخابات في تايوان وكوريا الجنوبية. مع سعي بكين الدؤوب إلى تكثيف صناعة تكنولوجيا أشباه الموصلات. وما يقابلها من محاولة الولايات المتحدة احتواء الصين. وزيادة حصة صناعة الرقائق المتطورة التي تتم في الولايات المتحدة.