قد تضطر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات عن إيران في سبيل تقويض روسيا أكثر وأكثر. فمن ناحية يتم كسب النفط الإيراني كبديل للنفط الروسي. ومن جهة أخرى يمنع إيران من التحالف مع روسيا. ويكسر مبكرًا تحالفًا بدأت ملامحه تتشكّل بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. والسؤال هنا: هل تؤدي عواقب الحرب الروسية إلى رفع العقوبات عن إيران؟
لكن رفع تلك العقوبات قد يثير حفيظة البعض. أولهم الدول العربية التي ترى أن رفع العقوبات كلياً أو جزئياً عن طهران يُعيد إحياء المشروع الفارسي. ويُصدّر القلق لدول الخليج. خاصةً في ظل ظروف عالمية تفرض أجواء عصيبة وحالة من العداء. خصوصاً بسبب موقف طهران الداعم باستمرار للحوثيين في اليمن وهم الذين وصلت صواريخهم لأبوظبي.
أضف إلى قائمة المتحفظين إسرائيل. والتي تخشي السلاح النووي الإيراني والهيمنة الإقليمية. ودور إيران الكبير في سوريا ولبنان على الحدود الإسرائيلية. ولا يتوقع حتى مع رفع العقوبات أي تقارب بين طهران وتل أبيب. ولن تعترف إسرائيل في الغالب بأي مصالحة عالمية مع طهران. وسوف تظل على موقفها المعادي منها. والعكس صحيح.
في المقابل هناك بعض المكاسب قد تتحقق بعد رفع العقوبات عن طهران. فالخلاف بين إيران ومجموعة الدول الكبرى يمكن أن يتطوّر لهجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. ومن ثَم إشعال حرب إقليمية في المنطقة. ولكن رفع هذه العقوبات سيؤدي إلى إخماد نيران تلك المعركة.
كما أن عودة طهران إلى سوق النفط تعني تصدير ما يقدر بنحو 300 ألف برميل يومياً. وهو ما سيؤدي لزيادة المعروض بالفعل ومن ثم انخفاض سعر المحروقات والطاقة في جميع أنحاء العالم. وهو ما تحتاجه أوروبا والولايات المتحدة حاليًا. في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار المحروقات بعد وقف الإمدادات الروسية.