مشاركة

سابقًا كان النفط والغاز هما معيار الثروة والقوة، والحروب كانت للسيطرة على منابع النفط والغاز. لكنّ الواقع يتغيَّر بسرعة، فهناك دول لا تمتلك موارد، لكنّ اقتصادها أقوى من الدول النفطية، ولو تساءلنا عن السبب؛ نكتشف أن التكنولوجيا هي كلمة السر.

 

كل يوم يُنْتِج العالَم أكثر من402  مليون تيرا بايت من البيانات؛ وحجم سوق البيانات في العالم تجاوز 277 مليار دولار، هذا الرقم الضخم يدفع العالم باتجاه اقتصاد جديد، عنوانه البيانات وليس النفط.

 

كان النفط في السابق مفتاحًا للتنمية، لكنّ الواقع تغيَّر حاليًّا؛ فالبيانات مختلفة عن كلّ الموارد، النفط والغاز كلما استثمرنا فيهما يقترب المخزون من نهايته، على عكس البيانات، كلما استخدمناها زادت قيمتها.

 

وهذا يعني أن مفهوم الموارد تغيَّر، ويمكن أن يُغيِّر موازين القوى في العالم. على سبيل المثال: السعودية أكبر مُنْتِج للنفط في العالم، حجم اقتصادها 1,2 تريليون دولار، بينما كوريا الجنوبية دولة فقيرة بالموارد حجم اقتصادها 1,8 تريليون دولار.

 

اليوم بعض الدول النفطية انتبهت لهذا التغيير، وبدأت تُركّز على تطوير البيانات والتكنولوجيا، وهذا واضح في دول الخليج، فالسعودية -على سبيل المثال- تحتل المرتبة 41 عالميًّا في مخزون البيانات المفتوحة.

 

شركات النفط كانت الأقوى في القرن العشرين، كانت تتحكَّم باقتصاد العالم، وأحيانًا تُوجِّه سياسة الدول، وهذا شُوهِدَ بقوة مجموعة الأخوات السبع النفطية، التي كانت تسيطر على العالم.

 

اليوم اختلف المشهد، صارت شركات التكنولوجيا هي الأقوى. فشركة مايكروسوفت مثلًا قيمتها السوقية 3,2 تريليون دولار، بينما شركة أرامكو، العملاق النفطي قيمتها 1,8 تريليون دولار، وهذا يعني أن شركة مايكروسوفت أعلى قيمةً من أرامكو، والسبب امتلاك البيانات، فمن يمتلك ويسيطر على البيانات يسيطر على العالم.

 

إن قوة الدول لم تَعُد تُقاس بعدد آبار النفط أو الغاز، بل بعدد مراكز البيانات، وسرعة الكابلات البحرية، وقوة الذكاء الاصطناعي؛ فالعالم انتقل من سباق “البرميل” إلى سباق “البايت”.

مشاركة