مشاركة

“اشتروا الذهب.. التاريخ دائمًا في صف الذهب”؛ هذه نصيحة الملياردير “راي داليو”، مُؤسِّس بريدج ووتر Bridgewater، أكبر صندوق تحوُّط في العالم. وهو رجل شهد الأزمات المالية الكبرى من السبعينيات حتى اليوم، ويُشْهَد له بقدرته على قراءة المستقبل من تفاصيل الحاضر.

 

اليوم، يقول شيئًا مهمًّا: النظام المالي العالمي على وشك الانهيار. الدولار، اليورو، الجنيه الإسترليني، كل العملات الورقية الكبرى التي كنا نعتبرها مستقرة وآمنة، صارت مُهدَّدة. الديون الحكومية في أمريكا واليابان وفرنسا وصلت لمستويات غير قابلة للسداد، والحكومات تطبع نقودًا بلا توقف، وهذا الشيء يُدمّر القوة الشرائية للعملات.

 

ولكن، هل هذا يعني انهيار الدولار غدًا؟

لا، فالدولار ما يزال أقوى عملة بالعالم، لكنّ مكانته تتراجع ببطء. من بداية العام، الدولار خسر أكثر من 8% من قيمته. بينما ارتفع سعر الذهب أكثر من 57%.

 

الحل برأي “داليو” التنويع بين أصول وعملات مختلفة. الذهب لا تقل نسبته عن 10% من المدخرات أو الاستثمارات، لأنه يحافظ على قيمته كمخزن للثروة عبر التاريخ، حتى في أصعب اللحظات.

 

الأخطر من هذا، أن النظام العالمي متعدد الأطراف الذي بُنِيَ بعد الحرب العالمية الثانية، ينهار ببطء. الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، جميع هذه المؤسسات التي سعت لتنظيم العالم بقواعد مشتركة، فقَدَت تأثيرها بشكل كبير.

 

“داليو” لا يقول: إن الكارثة قادمة، لكنّه يدق جرس الإنذار. والفرق بين الأمرين كبير.

الوضع اليوم يشبه سبعينيات القرن الماضي، عندما انهار نظام بريتون وودز، وانفصل الدولار عن الذهب، وبدأت فترة من التضخم العالي، وعدم الاستقرار المالي. واليوم، تشير كل المؤشرات إلى تكرار التاريخ لكن بطريقة مختلفة.

والسؤال الأهم: هل نحن مستعدون لاستيعاب هذه التحولات؟

 

 

 

مشاركة