بالطبع يثير تصريح بوتين بأن الغرب أضر نفسه بالعقوبات الاقتصادية التي فرضها على بلاده التساؤلات بشأن جدوى تلك العقوبات. خاصةً مع فشل هدفها الرئيس بإيقاف الحرب. ومن المتوقع ومع نهاية الحرب وبغض النظر عن المنتصر والمهزوم بها فإن آثار العقوبات الغربية سيكون لها عواقب على العالم بأسره. والسؤال هنا: ما موقف العقوبات الغربية بين الضرر الروسي والغربي؟
سببت العقوبات الغربية تأزم الاقتصاد العالمي برمته. من خلال تعميق أزمة سلاسل التوريد وتحفيز ارتفاع التضخم من خلال ارتفاع أسعار النفط والقمح وغيرها. وهذه الآثار طالت روسيا والعالم الغربي والعالم بأكمله.
من تداعيات العقوبات على العالم الغربي تضرر ثقة العالم بالمبادئ الاقتصادية الغربية. لأن تجميد الأرصدة الروسية والحصار الخانق على روسيا أدى لقيام العديد من الدول بخطوات استباقية لحماية أصولها من أي عقوبات غربية. ومن ذلك سحب الأرصدة من البنوك الغربية واستبدال الدولار بالذهب أو بعملات أخرى.
في الحقيقة إن قيام أي دولة بتجميد أصول دول أخرى من شأنه تقويض مبادئ الحرية الاقتصادية. وهو ما يعرقل أي نمو اقتصادي أو يحد منه على الأقل. وهذا الأمر لن ينجو أحد من تداعياته. فالخلافات السياسية لا يجب أن تؤثر على الاقتصاد العالمي. كما أن العقوبات الحالية كانت أشبه بعقوبات على الاقتصاد العالمي بأكمله فلم تنحصر تداعياته على روسيا فقط.