مشاركة

أسعارْ البضائعْ الصينيةْ بأدنى مستوى، والإنتاجْ الكثيف يُغْرِقْ الأسواقْ العالميةْ. القصة ليست صُدْفَةْ، ولا كَرَمْ من بكين.

الحكاية بدأتْ منَ الرسومْ الجمركيةْ. ترامب راهَنْ على أن السوقْ الأمريكيةْ هي الأهمَّ للصين، وخسارةْ هذا السوقْ رح يِضُرّ الصين بشكلْ كبيرْ. لكنْ بكين كالعادة فكَّرتْ خارجْ الصندوقْ. بدل ما تتراجِعْ، خفَّضَتْ الأسعارْ بقوةْ، وأعادتْ توجيهْ الصادراتْ لأسواقْ جديدة. والنتيجةْ أرقامْ تصديرْ صادمةْ وفائضْ تجاري قياسي.

خلال 5 شهورْ فقط، حقَّقَتْ الصينْ فائضْ تجاري وصلْ لـ1.2 تريليونْ دولارْ. رقمْ تاريخي ما أحد كان يتخيّله وسطْ حربْ تجاريةْ بهذا الحجمْ، وفوقْ هيك يُخْفِي وراءَهْ أزمةْ داخليةْ عميقةْ.

الأرقامْ تقولْ: إنْ الأسعارْ بالنسبة للمستهلكين بالصين نزلتْ أكثر من المتوقعْ خلال شهر سبتمبر الماضي، وأرباحْ المصانعْ تراجعتْ لـ1.7%. تخفيضْ الأسعارْ كان بهدفْ سهولةْ التصدير، وهذا الشي زادْ من حالةْ الانكماشْ الاقتصادي.

رغم انكماشْ الاقتصاد، بكين ما توقفتْ. البضائعْ الصينيةْ توفرت بكلْ مكانْ: الهند استوردتْ سِلَعْ بـ12.5 مليارْ دولارْ خلال شهرْ واحدْ، أفريقيا سجَّلَتْ أعلى مستوى من الاستيراد. حتى السياراتْ الكهربائيةْ اللي فرضتْ أمريكا عليها رسومْ، وصلتْ لأسواقْ جديدةْ بأرقامْ قياسيةْ تجاوزتْ 19 مليار دولار.

مِنَصَّاتْ التَّسَوُّقْ الصينية مثل “تيمو” و”شي إن” توسَّعَتْ بشكلْ كبيرْ، وعددْ المستخدمين زادْ بنسبة 143% منْ بدايةْ العامْ. 

الصين عم تبني إمبراطوريةْ تجاريةْ ضخمةْ، لكنْ على حسابْ الاستقرارْ الداخلي. وهنا السؤالْ: إلى أي مدى يمكن للصين أن تستمرْ في هذه الحربْ؟

بكين جاهزةْ لحربْ تجاريةْ طويلةْـ ولديها احتياطي نقدي كبيرْ، وبينها وبين أمريكا حاليًّا لُعْبَةْ شدّْ حبلْ وعضّْ أصابِعْ، اللي بيستسلمْ بالبدايةْ هو الخاسِرْ.

بالنهاية، الصين اليومْ عم تلعبْ لُعْبَةْ النَّفَسْ الطويلْ، وهي تُراهِنْ على انو قُدرتهَا على التحمُّلْ أقوى من أمريكا. يبقى السؤالْ الآن: هل الصين تبني المستقبلْ، أم تُؤجِّلْ الانهيارْ؟

إلى اللقاء

 

مشاركة



عن المقال

  • يحيى السيد عمر