يتساءلُ أحدُ الأصدقاءِ عَنْ دورِ الطاقةِ البديلةِ في دعمِ الاقتصادِ الوطنيِّ السوريِّ؟
الطاقةُ البديلةُ تنتشرُ بشكلٍ كبيرٍ على مستوى العالَمِ، حاليًّا تسهمُ بِـ30% منَ الإنتاجِ العالَميِّ للطاقةِ، وخلالَ عامِ 2050م رح تشكِّلُ 50% مِنَ الطاقةِ العالميةِ، ولهذا السببِ عم تستقطبُ استثماراتٍ ضخمةً، وقيمةُ الاستثماراتِ الحاليةِ أكثرَ مِنْ 500 مليارِ دولارٍ سنويًّا.
حتَّى الدول النفطية صارَتْ عم تهتمُّ بالطاقةِ البديلةِ، مثلَ الإمارات واللي فيها أكبرُ مشروعٍ للطاقةِ الشمسيةِ في العالَمِ، وينتجُ 5 غيغا واط. السعوديةُ أيضًا تتطورُ بسرعةٍ في هذا المجالِ، وعم تستثمرُ ملياراتِ الدولاراتِ لتطويرِ الطاقةِ البديلةِ.
سوريا تواجهُ أزمةً حادةً في الطاقةِ، خاصَّةً بطاقةِ الكهرباءِ، تبلغُ ساعاتُ الوصلِ ساعتَينِ فقطْ كل 24 ساعةً، هذا الواقعُ لا يشجِّعُ على الإنتاجِ الزراعيِّ أَوِ الصناعيِّ، لهذا السببِ منَ الضروريِّ إيجادُ حلٍّ لأزمةِ الطاقةِ، والطاقةُ البديلةُ حلٌّ مثاليٌّ؛ لأنَّهَا تحتاجُ تكاليفَ لمرةٍ واحدةٍ، وهيَ تكاليفُ التأسيسِ، ويمكنُ تأسيسُ محطاتٍ خلالَ وقتٍ قصيرٍ نسبيًّا، يعني في أقلّ مِنْ سنةٍ يمكنُ توفيرُ تغذيةٍ كهربائيةٍ مقبولةٍ.
الفكرةُ هنا أنو ممكن في سوريا العمل على مسارَيْنِ؛ الأوَّلُ: تشجيعُ الاستثمارِ في مجالِ محطاتِ الطاقةِ البديلةِ مثلَ طاقةِ الشمسِ وطاقةِ الرياحِ، وتقديمِ تسهيلاتٍ وحوافزَ ضريبيةٍ وغيرِهَا.
المسارُ الثاني: مِنْ خلالِ تشجيعِ الأفرادِ والشركاتِ على التحوُّلِ للطاقةِ البديلةِ. وهذا الشي يعني توفيرَ الطاقةِ المعتمِدةِ على النفطِ والغازِ، وتوفيرَ مبالغَ كبيرةٍ، خاصَّةً أنَّ غالبيةَ النفطِ والغازِ يستوردُ منَ الخارجِ.
كذلك يمكنُ إطلاقُ مبادراتٍ شعبيةٍ وحكوميةٍ لدعمِ إنتاجِ الطاقةِ النظيفةِ، مثلَ سقفِ المحطاتِ النقلِ العامِّ والبيوت وكذلك مواقفِ وأسطحِ المصالحِ العامةِ بألواحِ طاقةٍ شمسيةٍ، هذهِ المبادراتُ في حال كانَتْ مِنْ عددٍ كبيرٍ منَ المؤسساتِ والأفرادِ يمكنُ أَنْ تُحقِّقَ أثرًا واضحًا.
الأمرُ لا يتوقفُ هنا، في حالِ زادَ الاعتمادُ على الطاقةِ الشمسيةِ، رح يزدادُ الطلبُ على الألواحِ، وهالشي رح يكونُ حافزًا للاستثمارِ في صناعةِ الألواحِ، يعني ممكن نشهدُ استثماراتٍ أجنبيةً في هذا المجالِ، والإنتاجُ في حالِ كانَ كبيرًا يمكنُ البدءُ بالتصديرِ، وخاصَّةً أنَّ هذه الصناعةَ لا تحتاجُ تكنولوجيا متطورةً.
وهنا يمكنُ الاستفادةُ منَ التجاربِ الدوليةِ الناجحةِ، مثلَ الصين، والتي تُنتجُ أكثرَ مِنْ 30% مِنْ إنتاجِ الطاقةِ المتجدّدةِ في العالَمِ، وهيَ أيضًا أكبرُ مصدرٍ في العالَمِ لألواحِ الطاقةِ الشمسيةِ، وهذا النجاحُ قائمٌ على تسهيلاتٍ كبيرةٍ وتشجيعٍ للاستثمارِ في هذَا المجالِ.
خلاصةُ الأمرِ: يمكنُ للطاقةِ البديلةِ دَعْمُ الاقتصادِ الوطنيِّ مِنْ خلالِ تقليلِ الاعتمادِ على النفطِ والغازِ، إضافةً إلى دورِ هذا المجالِ في توفيرِ فرصِ عملٍ ودعمِ الصادراتِ.