شَارِك المَقَال

انتصار الثورة السورية شَكَّل نكسةً كبرى للمشروع الإيراني في المنطقة، حتى يمكن القول: إنه شِبْه انتهى؛ لأن مسار الفوضى الذي رسمته طهران من بغداد إلى بيروت انقطع في دمشق. وهذه الخسارة الإستراتيجية الكبرى قد لا يتمّ السكوت عنها.

 

أقصى ما تستطيع إيران فِعْله حالياً محاولة إدخال سوريا في فوضى أمنية، أو جرّ البلاد إلى حرب طائفية؛ من خلال التحريض بالمال واستغلال الخطاب الطائفي. ومن المتوقّع أن ينشط الإعلام المضادّ للثورة، المُموَّل من طهران وعملائها.

 

مواجهة محاولات اختلاق هذه الفِتَن تتم عبر خطاب وطني جامع، يقوم على مسارَيْن؛ الأول الحرص على محاسبة كلّ المتورطين في قمع السوريين. أما الآخر فهو مشروع وحدة وطنية عابر للقوميات والطوائف؛ فلا هُويَّة إلا الهُويَّة السورية، ولا انتماء إلا الانتماء الوطني.

 

تُعدّ تجربة ماليزيا رائدةً في مجال بناء هُويَّة وطنية جامعة، فيها ديانات متعددة؛ مسلمون وبوذيون وهندوس ومسيحيون، وقوميات مُتعدّدة؛ مالاوي وصينيون وهنود، كلهم يعيشون متجاورين، والفضل يعود لبرامج ومشاريع حكومية ومجتمعية عزّزت من الانتماء الوطني؛ ما جعل ماليزيا من أكثر الدول استقراراً؛ اجتماعياً ونمواً اقتصادياً وتكنولوجياً وثقافياً.

شَارِك المَقَال