شَارِك المَقَال

 

تتعدَّد المؤشِّرات الاقتصادية الّتي تَقِيس وتَدْرس السُّلوك الاقتصاديّ، ومنها ما يَختصّ بدِراسة #الاقتصاد_الكليّ أيْ: اقتصادات الحكومات ومنها ما يَختصّ ب #الاقتصاد_الجزئيّ أيْ: المنظّمات والأفراد، ومن المؤشِّرات الّتي تَدْرس سُلوك الأفراد مؤشِّر يُدْعى تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة.

 

يُعتبَر مصطلَح تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة من المصطلَحات الغريبة والّتي قد لا تَشِي بأيّ علاقة بالاقتصاد، إلّا أَنّه يقدِّم تفسيرات مَنْطقِيَّة للسُّلوك الاقتصاديّ للأفراد خلال فترات #الكساد و #الرُّكود، وبالرّغم من أهمّيته إلّا أنّه لم يَلْق انتشارًا واسعًا حتى على مستوى الاختصاصيّين.

 

أوّل ظُهور لمصطلَح تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة كان إبّان الأزمة الاقتصادِيّة عام 2001م، وأوّل من أَطْلق هذا المصطلَح هو #ليونارد_لودرLeonard Lauder رئيس إدارة شركة إستيل ودر Este lauder، حيث لاحظ ارتفاع الطلَب على أقلام أحْمَر الشِّفاه بنسبة 11% وانخفاض الطلَب على جميع السِّلع الأخرى.

 

في ظِلّ أيّ أَزْمة اقتصادية تتراجَع الدُّخول الفَرْدِيّة ويتراجَع #الطلَب على مختلف أنواع السِّلَع والخِدْمات، ولذلك يكون من المُستَغرَب أن يرتفع الطلَب على بعض السِّلَع الكَمَالِيّة في ظلّ تَدَهْور الدَّخْل، لا سِيَّما أنّ هذه السِّلَع ليست ذات أهمّية.

 

يَجمَع تفسير ظاهرة تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة بين العوامل الاقتصادِيَّة والنَّفْسِيَّة، ففي ظلّ الضَّائِقة المالِيَّة الّتي يعاني منها الأفراد وما تُسَبِّبه من ضغوط نَفْسِيَّة لا يستطيعون في ظلّها الترْفِيه عن أَنْفسهم بالسَّفر أو شراء الكَمالِيَّات الباهِظة الثَّمَن، فيَلجئُون باللَّاوعي لاستهلاك الكَمالِيَّات الرَّخِيصة نسبيًّا.

 

إنَّ مصطلح تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة مصطلَحٌ مَجازِيّ ولا يجوز التوقُّع بأنّه وفي ظلِّ كلّ أَزْمة سيُقبِل النَّاس على استهلاك أَقْلام الحُمْرة أو مُستحضَرات التجميل، فلكلّ أَزْمة قَلَم حُمْرتها الخاصّ بها، فخِلال أَزْمة #الكَسَاد_الكبير عام 1929م حقَّقت أفلام #شارلي_شابلن مبيعات ضخمة جدًّا.

 

تتعدَّد الإسقاطات الّتي يمكن ملاحظتها لظاهِرة تَأْثِير #قَلَم_الحُمْرة، ففي الأزمة المالِيَّة 2008م ارتفع الطلَب على الأقمشة في إيطاليا والماسكار في أمريكا والشوكولاتة في ألمانيا؛ وفي سوريا وخلال أزمتها الطويلة نجد أنَّ الدُّخول الفَردِيَّة انهارت وتراجع مستوى الحياة، إلَّا أنَّ سُوق الموبايلات شَهِد رواجًا.

 

تَختلف السِّلعة الَّتي يلجأ إليها الأفراد خلال الأزمات الاقتصادِيَّة باختلاف الذَّوْق العامّ والوعي الجَمْعيّ والثقافة الخاصَّة؛ ويمكن بشكلٍ عامّ الاستِفادة من ظاهِرة تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة في معرفة السِّلعة التي سيُقبِل عليها النَّاس في ظِلّ الأَزَمات والعَمَل على التوسُّع في إنتاجها.

 

تُقدِّم ظاهِرة تَأْثير #قَلَم_الحُمْرة فائِدة للاقتصاد الكُلّي والجُزئيّ فمن خلال إنعاش سُوق سِلعة واحدة في السُّوق يمكن التَّأْثير ولو بشكلٍ بسيط على إنعاش كامِل السُّوق، وبالتَّالي يمكن الاستِفادة من هذه الظاهِرة للتَّخْفيف من حِدَّة الأَزَمات الاقتصادِيَّة وإن كانَ بشكلٍ مَحْدود.

 

شَارِك المَقَال