في مقدِّمة كتابه #أخلاقِيّات_الرّأسمَالِيّة يقول: #توم_جي|_بالمر تَقُوم #الرَّأسمَاليَّة على رَفْضِ سُلُوكيَّات السَّلْب والنَّهَب، وهي الطَّرِيقَةُ الَّتِي تَكَوَّنَت بها ثَرَوات الأَثْرياء في النُّظُم السِّيَاسِيَّة والاقْتِصَادِيَّة الأخرى..
يُتابع:
في الوَاقِع، في كَثِيرٍ من الدُّوَل اليوم، وعلى امْتِدَاد السَّوَادِ الأَعْظَمِ من تَارِيخِ البَشَر، كان من المفْهُومِ على نِطَاقٍ وَاسِعٍ أنَّ سَبَب ثَرَاء الأَثْرِيَاء هو أنَّهم أَخَذُوا من غَيْرِهم، وتحديدًا بِفَضْل اقْتِرَابِهم من القُوَّة المُنَظَّمَة، أو بمُصْطَلَحَات اليوم، الدَّوْلَة..
ويضيف:
مِثْلُ هذه الصَّفْوَة النَّاهِبَة تَستخدِم هذه الْقُوَّة لِكَسْب حُقُوق الاحْتِكَار ومُصَادَرة مُنْتَجَات وسَلِع الآخَرِين من خِلَال الضَّرَائِب. إِنَّهم يَقْتَاتُون على خَزِينَة الدَّوْلَة ويَستفِيدون من الاحْتِكَارَات والقُيُود الَّتِي تَفْرِضُها الدّوْلَة على المُنَافَسَة..
يختتم الفقرة بقوله:
( وفقط في ظِلِّ الرَّأْسِمَاليَّة يستطيع الشَّخْص العَادِيّ تَحْقِيق الثَّرَاء دُونَ أَنْ يَكُونَ مُجْرِمًا ).
أقول:
قد يكون هذا التعبير صحيحًا -إلى حدٍّ ما- في سلوك الأفراد في التعامل التجاريّ اليوميّ السليم، أمّا سلوك الدول فقد ضربت به أعتى الدّول الرَّأْسِمَاليَّة عُرْضَ الحائط، بل لم نرَ من الرَّأْسِمَاليَّة سوى الوحشيّة والنَهْب والقتل والدمار، ولنا في إفريقيا أمثلة كثيرة.
ولا تغيب عنا #بغداد، حينما نَهَبهَا مغول العصر وشرد أهلها، وطاردَ خيرَة علمائها باسم الرَّأْسِمَاليَّة لِنَشْر الدِّيمقراطيّة، لا أدري إن كان كاتب الكتاب يقرأ التَّاريخ جَيِّدًا أم أنّه يرَدّد النظريّات دونما تَمعّن.