شَارِك المَقَال

ما أسباب تحسن قيمة الليرة التركية وما التوقعات المستقبلية؟

تحسن قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي لا يزال مستمراً، فقد تحسنت بنسبة 6,7% منذ بداية عام 2021. حيث بدأت هذه السنة 2021م بقيمة 7,45 للدولار الواحد، ولكن حاليا تحسنت لتصبح أقل من 7 ليرات. فما أسباب هذا التحسن وما آثاره وما التوقعات المستقبلية لليرة؟

يستند تحسن الليرة التركية على عدة معطيات، أهمها السياسة النقدية الصارمة للبنك المركزي التركي. لا سيما بعد قراره رفع سعر الفائدة إلى 17%، وهو ما ساعد في تقليل معروض الليرة في السوق. بالإضافة إلى ذلك خروج الاقتصاد التركي من الأثر السلبي لأزمة كورونا، فتحرك الإنتاج وازداد التصدير وارتفع معروض الدولار.

ممّا ساعد في دعم الليرة أيضا تغيير البنك الدولي لتوقعاته بشأن الاقتصاد التركي. فسابقًا توقع أن يحقق الاقتصاد التركي في عام 2020 انكماشًا قدره 3,8%. إلا أنه عدل توقعاته وقال بأن الاقتصاد التركي قد حقق نموًا في عام 2020 يبلغ 0,5 %. كما توقع أن يحقق نموًا 5% في عام 2021. وهذه التوقعات طمأنت المستثمرين ممّا خفف من هجرة رؤوس الأموال، ودفعت البعض للاستثمار.

في الوقت الراهن لا يزال الاقتصاد التركي يعاني من التضخم. ففي شهر يناير السابق بلغ التضخم في تركيا على أساس سنوي 14,97%، وعلى أساس شهري 1,68%. وهذا الارتفاع في التضخم من شأنه الضغط سلبًا على الليرة التركية وعلى مستوى أسعار المستهلك.

فالليرة التركية اليوم أمام قوتين متعاكستين. الأولى النمو الاقتصادي وزيادة عرض الدولار والتوقعات الإيجابية وهي تمثل القوى الإيجابية. أما الثانية فهي التضخم وهي قوًى سلبية، وتتحسن الليرة في حال تفوقت القوى الإيجابية والعكس صحيح.

بناء على مؤشرات السوق التركي من المتوقع أن يستمر تحسن الليرة التركية. وكنا سابقًا قد توقعنا تحسنها رغم ارتفاع معدلات التضخم في عام 2020. ومن خلال قراءة المؤشرات الحالية من المتوقع أن تستمر الليرة بالتحسن وقد تصل في منتصف عام 2021م إلى 6,5 مقابل الدولار.

شَارِك المَقَال