أعلنت روسيا عن توصلها لاتفاق مع تركيا لإعادة فتح الممرات الإنسانية بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة السورية. وتقول روسيا إن هذا الاتفاق يصب في خانة التسوية السياسية في سوريا. ويدعم الجهود الإنسانية ويخفف الآثار الاجتماعية السلبية بين مناطق النظام والمعارضة. فهل هناك أهداف خفية لهذا الاتفاق تسعى روسيا لتحقيقها؟
إن روسيا من خلال هذا الاتفاق تحاول دعم سعيها في تسويق النظام عربيًّا ودوليًّا، وذلك من خلال إظهاره بأنه ساعٍ ومهتم بتحسين المؤشرات الإنسانية في البلاد. حتى على مستوى المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة، وإظهاره بأنه متجاوب مع المبادرات الدولية والإقليمية المتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا.
وعلى المستوى الاقتصادي تحاول روسيا تخفيف الضغط الاقتصادي على النظام. فمن شأن فتح ممرات بين مناطق النظام والمعارضة تسهيل عملية نقل الدولار إلى مناطق سيطرة النظام لدعم ليرته المتهاوية. فالحركة البشرية تسهل من عمليات تهريب الدولار.
وعلى المستوى الاقتصادي أيضًا تحاول تسهيل مرور البضائع بالاتجاهين. مما يخفف من تبعات الحصار على النظام، كما يفتح المجال للنظام للاستفادة من أسواق الشمال السوري. وذلك لتصريف منتجاته ولتأمين بعض المستلزمات التي لا يمكن له تأمينها في ظل الحصار الدولي الحالي.