شَارِك المَقَال

شهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة على الحدود السورية اللبنانية في منطقة القصير؛ حيث استهدف الجيش السوري مجموعات مسلحة وميليشيات تتحصَّن في المنطقة. ومن المعروف أن “القصير” مدينة إستراتيجية بالنسبة لـ”حزب الله”؛ فقد استخدمها الحزب خلال حُكم النظام البائد مقرًّا رئيسيًّا له، ومَعْبَرًا مهمًّا كذلك لتهريب السلاح والمخدّرات.

 

على وجه الخصوص، تُعتَبر القصير نقطة حيوية على الطريق بين بيروت وطهران، ما سبَّب بقاءها تحت سيطرة “حزب الله” لسنوات؛ حيث تم استخدامها ممرًّا لنقل السلاح والذخائر، وتهريب المخدرات. اليوم، ومع تحرُّكات الجيش السوري، يبدو أن هناك محاولة لإنهاء هذا الدور بالكامل.

 

استهداف الجيش السوري للميليشيات في الجانب اللبناني لم يكن ليحدث دون موافقة إقليمية؛ ما يؤكد وجود رغبة حقيقية في إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة. وهذا يعكس أيضًا اعترافًا ضمنيًّا بشرعية الحكومة السورية؛ باعتبارها قادرة على ضبط الأمن ومحاربة الجماعات المسلَّحة التي كانت تعمل خارج القانون لسنوات.

 

من جهة أخرى؛ فإن إرسال الجيشين السوري واللبناني بتعزيزات إلى الحدود؛ يعكس رغبة إقليمية ودولية في تقليص نفوذ ميليشيا حزب الله. لذلك فقد نشهد في الفترات القادمة تراجعًا لدور الحزب في لبنان، مما قد يَفتح المجال أمام مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة عمومًا، وفي لبنان على وجه الخصوص.

 

التحرُّكات العسكرية السورية في المنطقة الحدودية مع لبنان ليست مجرد حملة أمنية إذًا، بل تحمل دلالات سياسية وعسكرية كبيرة. إنها رسالة واضحة بأنّ النفوذ الإيراني في تراجُع، وأن المنطقة تتَّجه نحو تغيير كبير. فمع   تَقَهْقُر سيطرة ميليشيا حزب الله، قد يُقبل لبنان على مرحلة أكثر استقرارًا.

 

شَارِك المَقَال